الطيار: محمد الوالي اعكيك " رئيس أركان" البوليساريو، يحث المنتظم الدولي على الإسراع بتصنيفها حركة إرهابية

الطيار: محمد الوالي اعكيك " رئيس أركان"  البوليساريو، يحث المنتظم الدولي على  الإسراع بتصنيفها  حركة إرهابية محمد الطيار
 أعلن ما يسمى برئيس أركان  البوليساريو، محمد الوالي اعكيك، في لقاء رسمي وبشكل صريح  عن استعداد البوليساريو للقيام بما سماه بعمليات فدائية  داخل مدن الصحراء المغربية  بواسطة الشباب، كما أبان عن  اصرار وعزم  البوليساريو على ارتكاب عمليات تخريبية وارهابية، ومشيرا في معرض تصريحه على  أن “الحرب” ستشمل   مدن الأقاليم الجنوبية المغربية،  ومعلنا أنه سيتم استعمال  كل الوسائل المتاحة، وأنه “مع الوقت ستظهر تلك العمليات القتالية”.  لقد كشف و بشكل رسمي وبإسم تنظيم البوليساريو، عن  مخطط  إرهابي ينتظر  التنزيل والتنفيذ في الأيام القادمة. 

ماذا يعني تصريح اعكيك، وهو الذي  يقف وراء العدد الكبير من "بلاغات البوليساريو العسكرية"، التي تتحدث  عن حرب حامية الوطيس تدور رحاها بالصحراء المغربية، وتتحدث أيضا عن اقصاف يومية تستهدف  المواقع العسكرية  المغربية،   وتسرد بالتفصيل الممل   "الخسائر" التي يتكبدها المغرب  في الأرواح والعتاد على اثر  المواجهات والقصف، هذه "البلاغات"،  تأكد الجميع أنها مجرد أكاذيب  وفقعات اعلامية ، تتحدث عن حرب خيالية ووهمية،  غير موجودة في الواقع . ومع مرور الوقت ومع توالى صدور هذه "البلاغات"  الغريبة والسريعة  والتي وصل عددها إلى أكثر من 540 بلاغا   في وقت  وجيز، أضحت  محل سخرية وتهكم  من طرف  المتتبعين، بل أن حتى  إعلام النظام العسكرى الجزائري الذي انخرط بقوة في بداية الأمر  في ترديد أخبار هذه المعارك الوهمية  وراهن عليها، اصيب  بالاحباط والوهن الشديد، فقد اكتشف متاخرا  أن الاستمرار في ترديد هذه الأكاذيب لن يجعلها  تنطلى على أحد، بل و جعله محل سخرية واسعة على المستوى الداخلي و العالمي.
 
تصريح ما يسمى برئيس أركان جبهة البوليساريو، محمد الوالي اعكيك، وهو أحد أبرز قيادي البوليساريو، يوضح من جهة وبجلاء أن البوليساريو أصبحت  أمام الطريق المسدود، وأن الخيارات انعدمت أمامها، وأن موعد انهيارها وتفككها  أصبح  وشيكا، فبعدما تبين للنظام العسكري الجزائري  الفشل الذريع في  إقناع الامم المتحدة  بأن هنالك حربا واسعة  اندلعت  مباشرة بعد أحكام المغرب سيطرته على معبر الكركرات، ولما تأكد أن المنتظم الدولى يسير بخطى حثيثة لتنزيل مقترح الحكم الذاتي  من أجل فك النزاع المفتعل بالاقاليم الجنوبية المغربية، قام  بدفع  البوليساريو  لترمي  بورقتها الأخيرة المتمثلة  في التلويح  بالإرهاب ، لعلها تنفع في الحد من توسع  موجة  تأييد مقترح  الحكم الذاتي بين دول العالم (وهي ورقة سبق أن لعبها النظام العسكري الجزائري طيلة العقود الماضية قبل أن يفتضح أمره)، و تهدد علانية بالقيام  بعمليات إرهابية  داخل الصحراء المغربية، وهي رسالة  لا تستهدف في المرتبة الأولى المغرب، بل هي موجهة بالأساس إلى الدول الغربية ودول الخليج العربي، والى الولايات المتحدة الامريكية، وبالخصوص الدول التي فتحت  مؤخرا قنصليات لها   بمدن الداخلة والعيون، وكذلك إلى كل الشركات العالمية التي شرعت أو تعتزم الشروع في فتح استثمارات بالاقاليم الجنوبية المغربية، كما أنها  رسالة تهديد  وترهيب صريح موجه  إلى الدول التي تؤيد  مغربية الصحراء  أو تعتزم  تأيدها.

 كلام اعكيك، في الحقيقة  يشكل تاكيدا صريحا وواضحا على أن البوليساريو حركة ارهابية، ويدعو المنتظم الدولي إلى الإسراع بتصنيفها  حركة إرهابية، كما أن ما جاء به قيادي البوليساريو  يؤكد  صواب ومصداقية كلمة  وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة  خلال اللقاء الدولى الذي عقد بمراكش في الأيام القليلة الماضية  حول محاربة تنظيم "داعش"،  والذي ربط فيه بين الإرهاب والانفصال. 

محمد الوالي اعكيك، ومن وراءه المخابرات العسكرية الجزائرية ،يعلم  جيدا أنه لا يمكنه المراهنة على  نشطاء البوليساريو بالاقاليم الجنوبية المغربية، للقيام بعمليات إرهابية أو تخريبية، فهم قلة وعددهم محدود جدا وليس لهم أي صدى يذكر، وما تبقى منهم  منغمس في الصراعات الداخلية،  و يتنافس  فقط  للحصول على الدينار الجزائري. كما أنه وحتى وان افترضنا العكس، فهم يفتقدون إلى حاضنة شعبية، بحكم أن ساكنة الصحراء المغربية قد وقفت منذ البداية على  زيف خطاب البوليساريو وفشل أطروحة الانفصال، وملمة بشكل كبير بالأهداف الحقيقية  التي يجري وراء تحقيقها النظام العسكري بالجارة الشرقية. كما تعي المخابرات العسكرية الجزائرية جيدا، أن مختلف المصالح الامنية واجهزة الاستخبارات  المغربية تملك  القوة والكفاءة والقدرة الكبيرة على رصد كل تخطيط  أو عمل  من شأنه استهداف الاستقرار والأمن  بمدن الصحراء المغربية وباقي ربوع المملكة،  كما تعلم علم اليقين أيضا أن الشعب المغربي قاطبة على استعداد  وجاهزية تامة للتصدي بحزم لكل التهديدات والمخاطر  المحدقة بالوطن وبقضيته الأولى.
 
محمد الطيار/باحث في الدراسات الاستراتيجية والأمنية