وتميز إحياء هذه الذكرى، المنظمة بمبادرة من "مؤسسة حبيبة وأحمد" (حبيبة أحمد فاونديشن)، بمشاركة الأميرة البلجيكية إيزميرالدا، فاعلين في المجتمع المدني، شخصيات سياسية ومواطنين من مختلف الجنسيات.
وتحت أنظار كنزة (39 سنة)، الابنة الكبرى لحبيبة وأحمد، التي تناضل من أجل إحياء ذكرى والديها، حتى لا تؤول قصتهما إلى النسيان ومن أجل تحسيس المجتمع بآفة العنصرية، جاب الموكب الحي قبل التجمع في حديقة جوزافات التي أقيمت بها الجنازة آنذاك. حيث ع لقت قطع قماش بيضاء على واجهات المنازل ووضعت أكاليل من الزهور.
وفي كلمة له خلال هذه المراسم، أكد سفير المغرب ببلجيكا، محمد عامر، أن المأساة التي هزت أسرة إيزناسني لم تهز بلدية سكاربيك وبلجيكا برمتها فحسب، بل أثارت أيضا مشاعر قوية في المغرب.
وذكر عامر بأنه "غداة هذا الحدث المأساوي، حرص الملك محمد السادس، على استقبال أسرة الفقيدين والإعراب عن تعازيه لهم، مع إصدار توجيهاته السامية إلى مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، قصد تمكينهم من الدعم والمساعدة".
وشدد على أن المأساة التي عصفت بأسرة الفقيدين حبيبة وأحمد، طبعت النفوس بقسوتها وأثارت إشكالية تطال للأسف الكثير من الأشخاص في حياتهم اليومية، مسجلا أن "العنصرية بجميع أشكالها، تعد آفة حقيقية تضع الناس في مواجهة بعضهم البعض وتشوه ثقافة الآخر، متسببة في قتل ضحايا أبرياء مثل حبيبة وأحمد".
وأضاف أنه "في عالم يتزايد فيه الانكماش على الذات وحيث أصبح خلط الحقائق أمرا شائعا، أضحى من الضروري التذكير بمظاهر الدمار التي تخلفها هذه الآفة وإحياء ذكرى ضحاياها، حتى تتذكر الأجيال المستقبلية وتوحد جهودها من أجل بناء عالم أفضل، حيث يكون بوسع جميع الجاليات العيش معا في سلام ووئام وأن تثري بعضها البعض".
من جهة أخر، أكد الدبلوماسي المغربي أن الجالية المغربية في بلجيكا، التي يبلغ تعدادها مئات الآلاف من الأشخاص، ساهمت بكيفية نوعية، عبر مختلف الأجيال، في إثراء المشهد البشري، الاجتماعي، الثقافي، الاقتصادي والسياسي لبلجيكا، مشيرا إلى أن التاريخ الطويل لبلدها الأصلي، المغرب، تنوع روافده الثقافية والحضارية، مرجعياته الدينية القائمة على الاعتدال، التسامح والانفتاح، تجعلها مهيأة للعيش في وئام مع محيطها وفي تعايش مع مختلف الأعراق.
وخلص إلى القول "إن الترحيب الحار الذي حظيت به هذه الجالية منذ ستينيات القرن الماضي، سياسات الإدماج التي أطلقتها مختلف الحكومات، والتنوع الثقافي الذي يميز المجتمع البلجيكي، يفسر اليوم كل التقدم الذي أحرزته الهجرة المغربية في مختلف المجالات".
وتنشط "حبيبة أحمد فاونديشن"، التي أحدثت في 7 ماي 2020، في تحسيس الساكنة، لاسيما الشباب، من أجل النهوض بقيم الانفتاح، التعايش السلمي، التسامح والعيش المشترك، باعتبارها حاجزا يقي من سلوكات الرفض والكراهية.
كما تناضل حتى يحمل جزء من الشارع حيث وقعت هذه المأساة بشكل رمزي اسم ضحيتي هذه الجريمة العنصرية، التي وقعت بتاريخ 7 ماي 2002.
وبحسب المؤسسة، فإن إحياء ذكرى حبيبة وأحمد، هو استحضار ذكرى أبوين، تاريخ مشترك يندرج ضمن الذاكرة الجماعية لحي سكاربيك وبلجيكا على نطاق أوسع، والتي تهدف رؤيتها إلى أن تكون محفزا للحوار وإشاعة السلام بين جميع مكونات المجتمع.