قدم عبد اللطيف اعمو النقيب الأسبق لمحامي أكادير والحُقوقي والسياسي شهادته حول الراحل سيمون ليفي رديس الطائفة اليهويدة بأكادير إثر وفاته أمس الأحد، ودفنه في مراسيم خاصة بالمقبرة اليهويدية في حي احشاش القديم بمدينة أكادير .
وأثنى أعمو ، في شهادة له، على مسار الراحل ليفي الذي عرف عنه بذله وعطاءه في مسار يمتد لأكثر من 60عاما، سياسيا ومقاولا، واجتماعيا وانسانيا، في علاقاته وممارساته وسلوكاته، جسدها قَبُوله بين المجتمع السوسي وحُسْن صنيعه، في عدد من المواقع التي اشتغل فيها بمشاريعه ومبادراته، بفعل كفاءته والتزامه المهني القوي واستقامته ونُبل أخلاقه.
" أنفاس بريس" تنشر شهادة الحقوقي والسياسي النقيب عبد اللطيف أعمو:
لقد تلقيت ببالغ التأثر، نبأ رحيل المرحوم شمعون ليفي، المستشار الجماعي السابق بجماعة أكادير في سنة 1997 والبرلماني بمجلس المستشارين، والممثل السابق للجالية اليهودية بأكادير، إلى جوار ربه يوم أمس الأحد.
الراحل شمعون ليفي، من مواليد مدينة الصويرة سنة 1939، تخرج من المدرسة التقنية التابعة لوزارة البريد، وحصل على دبلوم تخصص الكهرباء بالمدرسة الصناعية بالدار البيضاء، وبدأ حياته المهنية بأكادير موظفا تقنيا متخصصا بوزارة البريد والتلغراف والتيلفون، ثم أسس فيما بعد مقاولة مختصة في أشغال الكهرباء.
فبرز اسمه بمنطقة سوس كفاعل اقتصادي ذي كفاءة والتزام مهني قوي، وكان يشغل أزيد من 1000 مستخدم في شركته الخاصة، حيث اشتهر الفقيد شمعون ليفي باستقامته وتفانيه في العمل. كما كان قيد حياته معروفا بمهنيته وبنبل أخلاقه.
وظل، رحمه الله، طيلة مساره المهني معروفا بتواضعه وبإنسانيته وبأخلاقه الكريمة السمحة، وكان بحق فاعل خير ورجل كرم، مما أكسبه محبة الجميع، رغم أنه، من شدة تواضعه، ظل يشعر بإحراج حقيقي، عند الحديث عن أفعاله وعن عطاءه في المجال الاجتماعي والإنساني والخيري.
وبالموازاة مع نشاطه المهني، انخرط شمعون ليفي منذ سنة 1992 في العمل السياسي. وظل يحظى بثقة وبشعبية واسعة، جعلت الساكنة تختاره لتمثيلها، في أكثر من ولاية واحدة، سواء في المجلس البلدي لمدينة أكادير أو بمجلس المستشارين. فانتخب مستشارًا (ممثلا للدائرة 39 - بيكران) بجماعة أكادير سنة 1997، كما انتخب عضوا بالغرفة الثانية بمجلس المستشارين إثر انتخابات 05 دجنبر 1997.
وإلى جانب اهتماماته بالقضايا السياسية، كان شمعون ليفي وجها ثقافيا مسموعا، يمثّل صوتا للطائفة اليهودية، التي تكلف بتمثيلها بأكادير، فدافع بضراوة وبوطنية عن إحياء الثقافة المغربية اليهودية باعتبارها جزءا أساسيا من التاريخ والهوية الوطنية بالمغرب. كما دافع بصدق عن تعددية مقومات الهوية المغربية، وإحياء الثقافة المغربية اليهودية، التي تعتبر عنصرا أساسيا في التراث المغربي المشترك.
سيمون ليفي، رحمه الله، ظل يمثل بحق مثالا ونموذجا لتعايش الأديان، في فسيفساء ثقافية، مفعمة بالوئام وبالحيوية والإنسانية. وفوق هذا وذاك، فسيمون ليفي يمثل دليلا بليغا على أن التعايش بين معتنقي الديانات السماوية ممكن في وئام وود.
وبهذه المناسبة المحزنة، أتقدم للجالية اليهودية بأكادير، بوجه خاص، ولأسرة الراحل المهنية والصغيرة، بأحر التعازي وصادق مشاعر المواساة، راجيا للجميع جميل الصبر وحسن العزاء، وداعيا الله تعالى أن يحسن قبول الفقيد بجواره، وأن يشمله بشامل المغفرة وواسع الرحمة وعظيم الرضوان، وأن يلهم ذويه وأهله وطائفته ومحبيه جميل الصبر وحسن العزاء.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.