فحتى يتسنى معرفة أسباب انتقال الشيخ سيد أحمد الركيبي الى منطقة درعة، ثم الى الخراويع التي اشتراها من اهلها وبنى بها زاوية، كان لا بد للباحث من العودة الى الذاكرة المحلية بصفة عامة وشيوخ قبائل الركيبات بصفة خاصة.
كما تطرق الباحث إلى إشكالية المولد وتحديد تاريخ ظهور الشيخ بالمنطقة، وكذا إثبات النسب الشريف للشيخ الذي يصل للدوحة الشريفة. وعمل الباحث على تحديد المجال الجغرافي الذي كان يسيطر عليه الركيبات والذي يعرف "بتراب الركيبات"، فقد كان يمتد من واد درعة شمالا الى نهر السينغال جنوبا، ومن المحيط غربا حتى عرق شاش شرقا. وقام الباحث بإعطاء تعريف لهذا الحيز الجغرافي، بالاضافة الى تقديم لمحة تاريخية للقبائل التي كانت تشغل هذا المجال. كما عالج مسألة الأعراش المكونة للقبيلة ومناطق استقرارها.
ولم يغفل الباحث الحديث عن الأعراف التي كانت تؤطر الحياة الاجتماعية للقبيلة أيام السلم، بل حتى في ايام الشدة والحروب، ويعرف هذا النظام محليا بجماعة "ايت أربعين".
كما خصص الباحث محورا في كتابه للحديث عن حوليات الركيبات وما صاحبها من طوارئ طبيعية وسياسية واجتماعية.