رشيد المرابط: أنا وأنتم ورمضان...حوار الوداع

رشيد المرابط: أنا وأنتم ورمضان...حوار الوداع رشيد المرابط
ها هو رمضان يستعد للرحيل، ليعود السنة القادمة لا محالة، لكن من يدري هل سنعيشه بنفس الطقوس والعادات من جديد، أم أن هذا وداعه الأخير لنا؟ّ !
تخيلت رمضان ذلك الرجل الحائر الذي قتلته الدهشة، ماثلا أمامي فبادرته بسؤال واحد
أيها الشهر الفضيل .. لماذا أراك حزينا؟
فرد على بنظرات مليئة بالحزن، أي شيء تريد أن يسعدني؟ وقد أصبحت المقاهي والهواتف في عالمكم قبلتكم الأولى حتى كدت أن أشعر بالغيرة منها !
فأين أنتم من المساجد وعشقها ؟
أين أنتم من الشوق إلي والإقبار علي ؟
أين أنتم من قراءة القرآن ؟
نظرت إليه حائرا، فألجمني الصمت قليلا وقهرني الحزن، فإذا به يواصل عتابه إلي
عودوا إلى إني أحبكم، عودوا إلى فأنا هدية من ربكم لكم
اتركوا التلفاز والهواتف والمقاهي، اتركوا الدنيا فلكم في عشقي حياة لمن أراد الفوز والنجاة.
رفعت رأسي قليلا لأجيبه فإذا به أجده يجمع حقائبه، ويستعد للرحيل ..
أخاطبه يا رمضان إلى اللقاء، فيجيبني هو في صمت: الوداع.
نعم ذاك الضيف الذي لم تمضي إلا أيام قليلة لاستقباله، سيرحل مرة أخرى ..فهو يأتي ليحي في نفوسنا كل العادات الجميلة ، فما أسرع أيامه ، وما أشد فوات لحظات الفرح وزوالها ! والله لكأننا نتذكر يوم هل بالأمس هلاله ، وتباسم الناس بنسيمه وظلاله، وها هي سفينته اليوم تسير سريعا ، ها هو قد رحل ، فيا ليته يبقى فينا طويلا ولا يرحل عنا سريعا لقد طهرنا وغيرنا ، وقد تعلمنا منه الكثير وحصلنا من جوده العطاء الجزيل.
فاللهم وفقنا لما وفقت إليه عبادك الصالحين ، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين.
عيد مبارك سعيد وكل عام وأنتم بخير...
 
ذ. رشيد المرابط، بثانوية الأطلس التأهيلية شيشاوة