كان حلمه أن يهاجر إلى أوروبا من أجل العيش الكريم بعيدا عن مدينته بني ملال التي تربى فيها وإسوة بالعديد من شباب هذه المدينة الذين يولد معهم طموح الهجرة إلى الضفة الأخرى، هاجر بشكل سري إلى فرنسا إلا أنه عاد بخيبة أمل إلى المغرب مرحلا من طرف السلطات الفرنسية.
يحكي عمار في حوار مع جريدة "أنفاس بريس" أنه تزوج من مغربية بأرض المهجر، واستقر بضعة سنوات بفرنسا بطريقة غير قانونية مرة أخرى، إلا أن سوء الحظ كان حليفه... وبالرغم من وجود ولد بينهما لم يستطع عمار الاستقرار مع أسرته وعاد للمغرب رفقة أسرته الصغيرة عاش في بني ملال لأشهر قليلة إلا أن زوجته قررت العودة إلى فرنسا.
سنة 2013 لاحظ عمار بعض التطرف الديني في شخصية زوجته، إلا أنه كان يتجاوز ذلك، ولم ينتبه إلى جدية الأمر...تغير سلوك زوجته وصارت تنعث الإدارات المغربية بالطواغيث، بل فرضت عليه الكثير من المعاملات المتشددة، إلا أنه حينها لم ينتبه إلى ذلك التغيير الجذري في شخصيتها، ولا يعرف كيف تم استقطابها، فيما يؤكد أنه بعيد كل البعد عن التشدد والتطرف....
عادت الزوجة إلى فرنسا رفقة أبنائها..وفي غفلة منه، انضمت إلى تنظيم "داعش" سنة 2016، وهناك تعرضت للقتل رفقة إبنها في غارة حربية بسوريا، فيما تعرضت اخترق الرصاص ذراع إحدى ابنتيه اللتين لازالتا في مخيم الهول الواقع شمال شرق سوريا التابع لـ"قصد" أي قوات سوريا الديمقراطية إلى حدود اليوم.
راسل عمار كل الجهات المعنية من أجل إعادة ابنتيه إلى حضنه بالرغم من التخوف الرسمي من دخول أشخاص يحملون الفكر المتشدد إلى المغرب، إلا أنه مصر على إنقاذ ابنتيه الصغيرتين اليتيمتين من قبضة الأكراد بمخيمات سوريا، متوسلا الملك محمد السادس للتدخل من أجل تحقيق حلمه الذي يؤرقه منذ سنوات، ابنتاه اللتان لا ذنب لهما لتعيشا داخل تلك المخيمات في المجهول.