أمين بوشعيب: لعنة ارتفاع المحروقات والأسعار تطارد بنكيران

أمين بوشعيب: لعنة ارتفاع المحروقات والأسعار تطارد بنكيران أمين بوشعيب

 

خلال جلسة عمومية للأسئلة الشفوية الشهرية الموجهة لرئيس الحكومة، والتي تمّ عقدها يوم الاثنين المنصرم، والتي خُصّصت لمناقشة تداعيات ارتفاع الأسعار بالمغرب، قام رئيس الحكومة المغربي عزيز أخنوش "بتقطير الشمع" على حزب العدالة والتنمية حيث صرح: "إن “البيجيدي” (حزب العدالة والتنمية) الذي يتكلم اليوم عن السيادة الطاقية، هو نفسه الذي ظل صامتا وتركنا لآخر لحظة كي يعلن عن انتهاء عقد الغاز مع الجزائر، وتساءل “هل هذه مسؤولية؟”. وأضاف بأن الحقيقة التي يجب أن يعرفها المغاربة هي أن هذا الحزب هو الذي رفع جميع الأسعار، وهو الذي حرّر قطاع المحروقات، وهو في الحكومة، كما أنه لم يستطيع توفير مخزون استراتيجي للمحروقات للمغاربة.

ورغم أن رئيس الحكومة عزيز أخنوش، ربط أزمة أسعار الوقود في البلاد، وكذلك أسعار الغذاء، بـ”الأزمة الروسية الأوكرانية” والتغيّر المناخي وتبعات وباء كورونا، إلا أنه عندما غضب من تصريحات عبد الله بوانو التي قال فيها إن هناك ارتفاعا غير مبرر في أسعار المحروقات، أدار فوهة مدفعيته تجاه حزب العدالة والتنمية ليحمّل أمينها العام آنذاك عبد الإله بنكيران مسؤولية ما يعيشه المغرب اليوم من ارتفاع للأسعار، ومن غياب المخزون الاستراتيجي للمحروقات، عندما كان حزبه يقود الحكومة المغربية لعشر سنوات. وللمزيد من "تقطير الشمع" على خصمه اللدود، أوضح عزيز أخنوش، أن وزراء حكومته عازمون على إصلاح ما تمّ إفساده، وذلك من خلال  تنفيذ الالتزامات التي تمّ التعهد بها من خلال البرنامج الحكومي، بل إنهم قد شرعوا -كما قال- في إطلاق سلسلة من البرامج والمشاريع الاجتماعية والتنموية الواعدة.

بدأ الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي عبد الإله بنكيران عرض سلسلة من الحلقات الدينية المصورة عبر حسابه في فيسبوك، وقال إن التسجيلات لا علاقة لها بما كان ينشره سابقاً تفاعلاً مع الأحداث السياسية.بدأ الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي عبد الإله بنكيران عرض سلسلة من الحلقات الدينية المصورة عبر حسابه في فيسبوك، وقال إن التسجيلات لا علاقة لها بما كان ينشره سابقاً تفاعلاً مع الأحداث السياسية.رئيس الحكومة السابق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية؛ عبد الإله بن كيران، الذي تحوّل إلى فقيه وواعظ على “الفايسبوك”. بعد هزيمة حزبه المستحقّة في انتخابات 2021، سرعان ما نزع جلباب الدروشة، وارتدى جبة السياسة ليردّ على غريمه عزيز أخنوش، متّهما إياه بالاتفاق مع أرباب شركات المحروقات، والتواطؤ معهم لزيادة الأرباح بعد تحرير أسعار المحروقات والحصول على أموال الدعم بطريقة أخرى، من خلال التلاعب بسلامة الفواتير التي كانت تقدمها شركات المحروقات لصندوق المقاصة للاستفادة من الدعم، وأضاف بأن حكومته لم تكن لديها الوسيلة للتحقق من أسعار شراء البترول وبالتالي كانت تمنح الدعم لتلك الشركات بناء على الفاتورات التي تقدمها.”. وأضاف بأن أخنوش كان أسعد الناس بقرار التحرير باعتباره مالكا لكبرى شركات المحروقات. وفيما يشبه تقطير الشمع دعا بنكيران غريمه أخنوش باعتباره رجلا ثريا إلى التبرع من ثروته التي تصل إلى “ملياري دولار أو أكثر لفائدة الفقراء المغاربة في زَمن الأزمة”.

وأنا أتابع، من أرض المهجر، هاته الحرب الكلامية التي وقعت بين الرجلين ومعسكرهما، وأقارن بينهم وبين الطبقة السياسية هناك، يحزّ في نفسي هذا المستوى المنحط الذي وصلت إليه الطبقة السياسية في وطننا الحبيب، ولم أجد من  مثل ينطبق على هؤلاء سوى المثل الذي يقول:" إذا تخاصم اللصان ظهر المسروق" واللصان هنا هما طرفا الصراع (بنكيران وأخنوش) اللذان احتكرا السلطة واشتركا في تدبير شؤون الحكم، ثم تفرقت بهما السبل عند إجراء آخر انتخابات تشريعية، فأما أحدهما فقد تبوّأ حزبُه الرتبة الأولى فأصبح رئيس حكومة، وأما الآخر فقد تلقى حزبُه هزيمةً مستحقّة، فانزوى ثم فكّر وقدّر، ثم نظر فلبس جلباب الفقيه الواعظ نشر فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، تتضمن سلسلة دروس بعنوان " آية استوقفتني” يقدّم من خلالها الموعظة للمواطنين في الزهد في الدنيا والتذكير بسبب خلق الله للإنسان.

ولأن تاريخ هذين الرجلين متسّم بالاصطدام، إن لم أقل بالعداء الذي يختفي حينا ويظهر أحيانا كثيرة، فقد كان كل واحد منهما يسعى إلى الانفراد بالسلطة والحظوة برضى القصر، فإذا انفرد أحدهما وجد نفسه عُرضة لهجوم الطرف الثاني الذي فقد السلطة، وهكذا فكلا الطرفين يعمل على فضح الطرف الثاني. أما إذا التقيا وأجبرتهما ظروف السلطة أن يتحدا ويتحالفا فان المسروق يتضاعف، وكل منهما يأخذ نصيبه من السلطة فيؤمن مصالحه ومصالح عائلته وأقربائه، وأما الشعب فهو الضحية.

فإذا كان هذا هو واقع النخبة السياسية في بلادنا، وكل فترة تزداد سوءا عن سابقتها، وإذا كانت هذه القوى السياسية التي ظلت تتبادل السلطة غير قادرة على تغيير الواقع ومعاناة الشعب، فإنه لا مخرج للمغرب إلا أن يُحال هذان الحزبان على مزبلة التاريخ، ويُفسح المجال للأحزاب الجادة لإخراج الشعب من معاناته مع البطالة وارتفاع الأسعار وغيرها من الهموم التي باتت تؤرّقه، فهل ستقوم السلطات العليا في البلاد بإنجاز هذه المهمة التاريخية، التي طال انتظارها؟ نتمنى ذلك.

فلاش: وأنا أتلو كتاب الله عز وجل، استوقفتني الآية الكريمة:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ " فوجدت أن المقصود بأكل أموال الناس بالباطل؛ هو ما يأخذه الإنسان ويستولي عليه من أموال الناس من غير وجه حقّ، إما سرقة وغصبا، أو ظلما وعدوانا، أو غشا واحتيالا.. وكلّ ذلك مما حرّمه الإسلام وحذر من مخاطِره. لا أدري إن كانت هذه الآية قد استوقفت السيد عبد الإله بنكيران الفقيه الواعظ وليس السياسي المُحنّك، ليقول لنا رأيه فيمن يتقاضى راتبا سمينا من صندوق التقاعد دون وجه حق، لأنه لم يسهم في هذا الصندوق ولو بدرهم واحد، وما حكمه: هل يدخل ضمن هؤلاء الذين يأكلون أموال الناس بالباطل؟ وبالمناسبة يعطينا رأيه فيمن يتلاعب بالفاتورة ويتواطأ مع الشركات ليأخذ الأموال المخصصة الدعم الفقراء، وما هو حكمه كذلك؟   

آية أخرى استوقفتني وهي قوله تعالى:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ " ومعناها أنكم يا أيها الذين آمنوا وصدقوا الله ورسوله، لمَ تقولون القول الذي لا تصدّقونه بالعمل، فأعمالكم مخالفة لأقوالكم، لذلك عظُم مقتًا عند ربكم قولكم ما لا تفعلون.

لذلك كان عليكم أسي بنكيران قبل أن تطالبوا خصمكم أخنوش بردّ أموال الدعم التي استفاد منها بتزوير الفاتورة، أن تعيدوا ما أخذتم من أموال غير مستحقة من صندوق التقاعد، فاليتامى والأرامل والشيوخ المساهمين والذين لا يزالون على قيد الحياة هم أولى بتلك الأموال، وعلى كل حال ف" عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ " وهذه آية أخرى استوقفتني فتأملها جيدا، لتُعطينا رأيك فيها أسي بنكيران.