عبد الإله جواهري: الدراما الرمضانية الجزائرية.. كلنا في الهم مغاربيون.

عبد الإله جواهري: الدراما الرمضانية الجزائرية.. كلنا في الهم مغاربيون. عبد الإله جواهري
الدراما الرمضانية الجزائرية، هي الأخرى، ليست بخير، دراما تراوح مكانها فنيا وتقنيا، وقبل ذلك كتابة سيناريستيكية مهزوزة. لكن للحقيقة، هي أكثر شجاعة في طرح المواضيع الاجتماعية، أو معالجة بعض القضايا الإنسانية، وتسمية الأشياء بمسمياتها، مقارنة مع الدراما الرمضانية المغربية. ربما يعود ذلك لكون أغلبها، وليست كلها، اعمال منتجة من طرف قنوات خاصة لها هامش من الحرية في المعالجة والنقد والانتقاد.
مشاهدة أولى لبعض انتاجات البلد الشقيق، يجعلك تعتقد انك تشاهد نفس انتاجات المملكة المغربية الشريفة، من حيث اختيار المواضيع، والرؤى الإخراجية المتباينة والمتأرجحة، والوفاء للقيم التقنية والفنية العرجاء، والبعد او القرب من الاعتناء بكل ما يسمح لعمل ما أن يكون ناجحا، أو على الأقل مقبولا من طرف المشاهدين، لكنها في العمق انتاجات "وفية" إلى حد ما، أكثر من المغربية، لروح المجتمع، لأناسه وفضاءاته، يظهر ذلك بالأساس في مسلسلات: "بابور اللوح"، و"يما" الجزء الثالث، و"عندما تجرحنا الأيام"، التي تتشابه مع المسلسلات المغربية "بيا ولا بيك"، و "المكتوب"، و"سلامات ابو البنات"...  
ملاحظة أخرى تتعلق بالممثلين المشاركين في جل هذه الأعمال، حيث يمكن أن نسحب نفس الملاحظة التي نسجلها على الدراما المغربية، نفس الوجوه تتكرر بشكل مبالغ فيه، ممثلون هنا وهناك لحد انك تحتار في تذكر الشخصيات المؤداة من عمل لآخر، رغم تميز بعضهم والتأكيد على أنهم مشخصون من العيار الثقيل. في هذا الاطار لا يسعني إلا أن أنوه بأداء بعض الممثلين، من أمثال مصطفى العريبي واحمد مداح وعبد القادر جريو في "بابور اللوح"، ومليكة بلباي في "يما"..  
اخيرا، مشاهدة المسلسلات المغربية والجزائرية تجعلك تتأكد انك أمام مجتمع واحد، نفس الواقع، والمشاكل الاجتماعية، والفضاءات، والأسماء والعناوين، وان ما يفرق بين الشعبين سوى البروباغندا الخاوية والحدود المغلقة. وايضا عدم القدرة على صنع دراما حقيقية تتحرر من أسر الواقع ومشاكله المباشرة  وتنتصر بدلا من ذلك للفكر والروح المغاربية الحقيقية.