من أجاز لشركة النظافة بوزان العبث بفضاء أخضر وسط المدينة؟

من أجاز لشركة النظافة بوزان العبث بفضاء أخضر وسط المدينة؟  يمكن الجزم بأن الادارة التقنية لشركة النظافة من رابع المستحيلات أن تطلق يدها في ملك جماعي
نجح نشطاء وسائط التواصل الاجتماعي بوزان في التصدي بقوة للشركة المكلفة بتوفير خدمة نظافة دار الضمانة حسب ما هو وارد من بنود في دفتر التحملات الذي يجمع مجلس جماعة وزان بالشركة الفائزة بالصفقة ، بعد أن اكتشفوا (النشطاء) بأن الشركة قد شرعت في ردم سور الفضاء الأخضر اليتيم الذي يؤثث وسط المدينة بأشجار نادرة يعود تاريخها للحقبة الاستعمارية !
 الاعتداء على هذا الفضاء الأخضر الذي يشكل جزءا من ذاكرة دار الضمانة التي تخضع معالمها التاريخية ومدينتها العتيقة للتأهيل منذ شهور-  كل الدراسات أثبتت بأنه لا مستقبل لوزان بدون ضخ نَفَسٍ قوي في شرايين تأهيل المدينة العتيقة التي تشكل رافعة أساسية من بين رافعات التنمية التي تعول عليها وزان لتحقيق القفزة النوعية التي ستدمجها في محيطها الجهوي بدل أن تعيش على هامشه- كان(الاعتداء) بغاية تحويل بقعة من هذا الفضاء إلى مجمع للنفايات المنزلية وغيرها بعد تثبيت حاوية حديدية مدفونة في حفرة !
 قد تكون الفكرة سليمة من حيث الإخراج باعتبارها شكلا جديدا من أشكال جمع النفايات المنزلية، لكن تنزيلها بهذا الشكل المشوه، وبفضاء له رمزيته في ذاكرة ساكنة حاضرة وزان، لا يمكن إلا اعتبار ذلك فعلا استفزازيا غير محسوب العواقب، خصوصا ولا سببا واحدا يستدعي تثبيت حاوية مدفونة لجمع النفايات المنزلية في انتظار أن تحملها  شاحنات نقل هذه الحاويات ؟ فهل الأمر يتعلق بنقطة سوداء تزكم روائحها المحيط ، وتشوه وجه وسط المدينة ؟ أبدا. هل من بند بدفتر التحملات يشير لإحداث مجمع للنفايات المنزلية بهذا الفضاء ؟ أبدا. هل راجعت شركة النظافة رئاسة مجلس جماعة وزان في الموضوع قبل الشروع في دك جزء من سور الفضاء البيئي ؟ أبدا، كما أكد لنا مصدر موثوق ؟ وبأي حق سمحت ادارة الشركة لنفسها التصرف في الملك الجماعي بدون موافقة رسمية ؟ لنتوقف هنا لأن الحكمة الشعبية تقول " انبش تلقى الحنش" ؟
 يمكن الجزم بأن الادارة التقنية لشركة النظافة من رابع المستحيلات أن تطلق يدها في ملك جماعي يقع تحت أنظار أزيد من 60 ألف مواطن(ة) لو لم تتلقى الضوء الأخضر من داخل فريق الموالات بمجلس الجماعة ، أو من الطاقم التقني لنفس الجماعة ، المكلف بتتبع عمل شركة النظافة ، ويتلقى من هذا التتبع تعويضات ترهق كاهل ميزانية الجماعة ويخضع توزيع هذه التعويضات للكثير من القيل والقال ؟  
 ورفعا للملابسات المحيطة بهذه الفضيحة التي "ضربت عليها الطم" معارضة مجلس الجماعة بشكل غير مفهوم عند البعض، ومفهوم عند البعض الآخر، لأنه من الوهم أن يعتقد هذا البعض بأن الشمس يمكن اخفاها بالغربال، فإن الرأي العام بالمدينة يطالب رئيس مجلس الجماعة تشكيل لجنة محايدة للتقصي في الموضوع، وبدون تردد ، التعجيل باخبار الرأي العام بالنتائج المفصلة لهذا التحقيق .
 فهل ستكون الرئاسة بمعية الموالات بمجلس جماعة وزان في الموعد مع الحق في المعلومة ؟ في انتظار ذلك شكرا لنشطاء وسائط التواصل الاجتماعي الذين انقذوا فضاء بيئيا جميلا من التشويه .