لاجئة صحراوية بإسبانيا: الجيشِ الجزائِرِي ينهج أَبشعُ الاِنتِهاكاتِ ضد الصحراويين

لاجئة صحراوية بإسبانيا: الجيشِ الجزائِرِي ينهج أَبشعُ الاِنتِهاكاتِ ضد الصحراويين لمعدلة محمد سالم الكوري، اللاجِئَة الصحْرَاوية بإِسبانيا
قالت لمعدلة محمد سالم الكوري. اللاجِئَة الصحْرَاوية بإِسبانيا، أن مِن تَجلِّياتِ وَضعِيَّةِ "اللاَّ قَانونْ" السائدةِ بمخيَّماتِ تندوف، رفضُ السُّلُطاتِ الجزَائِرية فتحَ تحقيقاتٍ حولَ جرائمٍ ضدَّ الإنسانِية تُرتَكبُ ضدَّ الصحراويينَ مِنها حرقُ شابَّينِ صحراوِيَّينِ وهُم أحياءٌ مِن طرَفِ الجيشِ الجزائِريِّ..
جاء هذا التصريح ضمن مداخلة لمعدلة محمد سالم الكوري. اللاجِئَة الصحْرَاوية بإِسبانيا، في الدورة 49 لمجلس حقوق الإنسان بجنيف، الكلمة في إطار النقاش العام بالنقطة الثانية الخاصة بالتقرير الدوري للمفوضة السامية لحقوق الإنسان مارس 2022، هذا نص المداخلة: 

  
إسمي لمعدلة محمد سالم الكوري. أنا لاجِئَة صحْرَاوية بإِسبانيا بعدَما تَمَكَّنتُ منَ الهُروبِ منْ جَحِيمِ مُخَيَّماتِ اللاَّجِئِينْ الصّحرَاوِيينْ بِتندوف الذي حوَّلهُ تنظيمُ بوليساريو بِمُساندةٍ منَ الجيشِ الجزائِرِي إلى سِجْنٍ مَفتوحٍ تُمارَسُ فيه بصِفةٍ مُمَنهَجَةٍ أَبشعُ أنواعِ الاِنتِهاكاتِ الجسيمَةِ لِحُقوقِ الإنسانِ التي تطالُ الشيوخَ والشبابَ كما تَطالُ النساءَ والأطفالَ الذين يُعانونَ منَ الاِختطافِ والاختفاءِ القسْريِّ والتَّعذيبِ والقتلِ خارجَ نِطاقِ القانونِ وتجْنيدِ الأطفالِ واغتِصابِ النساءِ ومُمارَسةِ العُبودِيَّةِ بالإضافةِ إلى حِرمانِهم من كُل حُقوقِهم المدنية والسياسية. 

 ولعلَّ ما يُشجِّع قِيادِيِّي بوليساريو والجيش الجزائري على الاستمرار في قمْعِهم المُمَنهجِ للصحراويين هو تَمتُّعُهم بالإفلات منَ العِقابِ بعدَما قرَّرت الدولة الجزائرية، في انتِهاكٍ تامٍّ لِالتِزاماتِها الدولية ولِلقانون الدَّولي تفويضَ صلاحِياتِها السِّيادية لِمجْموعَةٍ مُسلَّحةٍ لِتسْيير مُخَيمات الصَّحرَاوِيين، الذين حُرِمُوا بِحُكمِ هذا الإجْراءِ من أَيِّ حقّ في اللُّجُوءِ إلى عَدالةِ البلدِ المُضيفِ أو أي آلية انتِصافٍ أُخرى وذلك بالرَّغم من أنَّ لجنةَ حُقوقِ الإنسانِ والأمينَ العامِّ لِلأُممِ المُتحدةِ وكذلك فريقَ العملِ ألأُمَمِيِّ حولَ الاختفاءِ ألقسريِّ أكَّدوا عَلى عدمِ قانونيَّة تفويضِ الجزائرِ لصلاحياتها لبوليساريو و طالبوها بوضعِ حدٍّ لهذه الوضعية.

ومِن تَجلِّياتِ وَضعِيَّةِ "اللاَّ قَانونْ" السائدةِ بالمُخيَّماتِ رفضُ السُّلُطاتِ الجزَائِرية فتحَ تحقيقاتٍ حولَ جرائمٍ ضدَّ الإنسانِية تُرتَكبُ ضدَّ الصحراويينَ مِنها حرقُ شابَّينِ صحراوِيَّينِ ودهُم أحياءٌ مِن طرَفِ الجيشِ الجزائِريِّ مُؤَخَّراً قُرْب مُخيَّمِ الداخلةِ واخْتفاءِ مِئاتٍ منَ الصحراويِّينَ بمراكِزِ اعتقالٍ سرِّيةٍ قُرب مدينةِ تندوف الجزائرية حيث تمكَّنتْ جمعِيَّتُنا لحدِّ الساعة من توثيقِ 130 حالة من بينهم والدي الكوري محمد سالم الذي يَظلُّ مَجْهولَ المَصِيرِ. 

لذلك نَطلُبُ منكم السيدة المُفَوَّضَةُ مُساءلَةَ الجزائِرِ من خِلالِ المَنظُومةِ الأُمميَّةِ لحقوقِ الإنسانِ حول إِخلالِها بواجِباتِها القانونيَّةِ وللأخلاقيةِ اتِّجاهَ اللاجئين الصحراويين فوق ترابها والضغط عليها من أجل تمْكينِهم من حقوقِهم المَكْفُولةِ بقُوَّةِ القانونِ.