صافي الدين البدالي: حديث عن "وزير الماء" وتأخر تساقط الأمطار!!؟

صافي الدين البدالي: حديث عن "وزير الماء" وتأخر تساقط الأمطار!!؟ صافي الدين البدالي
بعض الدراسات الدولية أشارت إلى أن تغير المناخ يمكن أن يؤدي إلى فقدان 80 في المئة من الموارد المائية المتوفرة في المملكة المغربية خلال 25 عاماً المقبلة، وأيضا اشكالية توحل السدود وهي كلها مؤشرات تدل على أن المغرب معرض إلى ندرة حادة في الماء.
وبالرغم مـن تناقص الموارد المائية، فإن الاستهلاك المفرط لها لا سيما المياه الجوفية، يتزايد في المغرب بشكل غير مسبوق في غياب المراقبة الصارمة بما يتطلبه القانون لحماية الموارد المائية من الاستنزاف.
وهذه الظاهرة ليست بحديثة العهد بل هي ظاهرة برزت مخاطرها لما كان وزير التجهيز والماء السيد نزار بركة في المعارضة في الحكومة السابقة، وهو من تدرج في عدد من المسؤوليات، من بينها رئيس مصلحة التوقعات المالية بمديرية الدراسات والتوقعات المالية سنة 1996، ورئيس قسم السياسة الإقتصادية، ثم رئيس قسم التحليلات الماكرو -اقتصادية، قبل أن يعين مديرا مساعدا بمديرية الدراسات والتوقعات المالية سنة 2006.
كل هذه التجارب وهذه المسؤوليات الاستراتيجية لم تجعل منه ان يكون من حزبه المعارضة البناءة والاقتراحية فيما يخص هذا المجال المرتبط بظاهرة النقص في الموارد المائية ويدق ناقوس الخطر وتقديم إقتراحات علمية وعملية تكون أرضية للبحث عن الحلول السريعة والضرورية. وهو الآن أي نزار بركة وزيرالتجهيز والماء يرمي بمشكل ندرة المياه إلى تأخر تساقط الأمطار كجميع الناس .
في حين أن الأمر يتطلب دراسة استعجالية يكون الهدف منها هو التعرف على الأسباب الحقيقية والواقعية فيما تعرفه الموارد المائية من سوء التدبير للمياه الجوفية ومياه السدود مع تحديد المشاكل التي تتسبب في استنزاف الموارد المائية منها ما تعرفه شبكات الماء الصالح للشرب من تسربات يومية غير معقولة دون محاسبة المكتب الوطني المسؤول والجماعات المحلية والجمعيات التي تتكفل بتوزيع الماء الصالح للشرب، ومن أهداف هذه الدراسة تحديد سبل تنقية السدود وحمايتها من التسربات المائية وحماية ماء السدود من الاستغلال غير المعقلن ،وكذلك مراجعة قوانين التراخيص للاستفادة من المياه الجوفية التي تعرف الفوضى .
ومن أجل هذا كله المطلوب من السيد الوزير ان يستثمر الكفاءات الوطنية في المجال لوضع استراتيجية قريبة الأمد لتدبير الموارد المائية بدل تحميل المسؤولية للسماء التي لم تمطر وإلى الظروف المناخية، لأن ذلك لا يليق ولا ينسجم مع الراهن الاقتصادي العالمي.
 
صافي الدين البدالي حقوقي وقيادي بحزب الطليعة