سومية أكدال: حديث عن واقع المرأة مربية الأجيال

سومية أكدال: حديث عن واقع المرأة مربية الأجيال سومية أكدال
عيد بأية حال عدت يا عيد…بما مضى أم لأمر فيك تجديد، سؤال طرحه المتنبي لغرض الهجاء! ولكن، في الواقع كان يهجو حالَ أُمَم لقيت من لظَى جور السلطة ما لقيت. ولعلَ عودة عيد المرأة بالمغرب هذه السنة يجعلنا نتساءل مع المتنبي كذلك بأيةِ حال عاد هذا العيد!؟
عيد لم تستفق منه المرأة الممرضة والطبيبة من هول وباءٍ استغلته السلطة لتوسيع تسلطها ورقابتها على أنفاس المواطنين. تارة بإلزامهم مساكنهم وتارة بتغريمهم كما يرى أغامبين.
ولم تكن نساء التعليمِ بمنأى عن هذا الجور. لقد كنَ، إلى جانب نظرائهن من الأساتذة، ضحايا السحل والضرب والعقاب باسم خرق حالة الطوارئ التي أضحت عادة. ربما، تناسى أهل السلطة أن الطوارئ هي تلك التي توجد فيها الآن عقول أجيال يرتهن بها مصير بلد بأكمله. عقول أبناء وبنات ذنبهم الوحيد أنهم أتوا في زمن استقوى فيها الرأسمال على حساب المشترك الاجتماعي. لقد أصبحت هشاشة الشغل شعار المرحلة لدى أهل السلطة. وما يثير المفارقة أكثر، في ميدان التعليم على وجه الخصوص، هو أن الدولةَ بقدر ما هي بحاجة إلى نساء ورجال التعليم بشكل يتزايد سنة بعد أخرى، بقدر ما نجدها تصر على تعميق هشاشة وضعيتهم الإدارية والمالية.
وإن هم احتجوا بطريقة سلمية حضارية مطالبين بتحسين وضعيتهم بما يحفظ كرامتهم/ن ويشجعهم على العطاء أكثر انهالت عليهم/ن السلطات ضربا وسحلا، كأنهم قطاع الطرق وليسوا بصناع منظومة القيم، وهكذا كان العيد لدى المرأة المعلمة والأستاذة!
إن هذا العيدَ عيدٌ يذَكرُنا جميعًا أن الدولةَ بإِصرَارِها على استمرار الوضع الهش للمرأة والاستاذة المعلمة رفقة نظرائها الرجال كمن يسرق رغيفك ويمن عليك بكسرة منه ومهددا إياك أن تطالبه بالرغيف كُلِه في نفس الوقت.
وعودة إلى أيقونة الشعر المتنبي، فقد لخص لنا الوضع بقوله: جوعانَ يأكُل من زادي ويمسكنِي. لكي يقالَ عظيم القدر محمودُ. فمتى تُحس دولتنا بالشبع كي تكُف عن سرقة زاد الأساتذة والأستاذات في كل اقتطاع دون أن تطردهم كلهم وكلهن حتى يقال بأنها تهتم بشأن تعليم أبناءها وبناتها؟!