ومن المنتظر أن تنطلق اليوم عمليات إجلاء أكثر من 720 مغربيا دخلوا في الأيام الماضية إلى التراب البولندي، في رحلات جوية من وارسو في اتجاه مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، حددت مصالح الخارجية المغربية سعرها في 750 درهما.
ويقضي المغاربة الفارون من القصف الروسي عدة ساعات على الحدود الأوكرانية مع دول الجوار (بولندا، رومانيا، سلوفاكيا، هنغاريا). بينما تعمل خلايا الاستقبال التابعة للسفارات المغربية ببوابات العبور على توفير التغذية والسكن والإيواء، رغم قوة الضغط المتزايد من قبل الوافدين.
ففي بولندا التي تشهد أكبر تدفق للطلبة المغاربة بأكرانيا، تم إنشاء خليتين مغربيتين للتواصل تحت إشراف السفير عبد الرحيم عثمون الذي يعمل، على مدار الساعة، على تنسيق العمليات مع وزارة الخارجية وخلية الاتصال في الرباط. إذ انتقل السفير عثمون إلى الحدود لمتابعة الوضع رفقة أطر من السفارة المغربية المسنودين بمغاربة مقيمين ببولندا وينشطون في المجتمع المدني لمواجهة هذه الحالة الطارئة المرتبطة بحالة حرب.
وبسبب الضغط المتزايد، تم تطعيم الطاقم الدبلوماسي هناك بـ5 أطر قنصلية إضافية للعمل على ضمان الخروج الآمن والسلس للمغاربة من التراب الأوكراني، خاصة تدفق النازحين من كل الجنسيات، والذين وصل عددهم إلى أكثر من 386 ألفا منذ بداية الأزمة، من بينهم آلاف الأوكرانيين.
ورغم التعبئة الديبلوماسية الشاملة التي قام بها المغرب من أجل إنشاء خلايــا للاستقبال والمرافقة وتنظيم عمليات إجلاء الفارين، فما زال العديد منهم عالقين في أوكرانيا (يوجد في أوكرانيا حوالي 12 ألف مغربي، من بينهم بينهم 8 آلاف طالب جامعي، بيد أن تقديرات أخرى ترفع هذا الرقم إلى حوالي 14 ألف مغربي)، إذ لم يتمكن من عبور الحدود إلى غاية صباح يوم الثلاثاء 2 مارس 2020 سوى 3230 مغربيا، بينما ترتفع صرخات الاستغاثة من الطلاب المغاربة المقيمين بمدينة سومي (شمالي أوكرانيا).