ظهور الطفرات والمتحورات مرتبط بشكل كبير بتفشي الفيروس وتوالده. كلما انتشر الفيروس أكثر كلما زاد احتمال ظهور الطفرات والمتحورات والعكس صحيح. لدلك نلاحظ ظهور المتحورات في البلدان التي تلقح اقل ويتفشى فيها الوباء بشكل قوي: في بريطانيا قبل الشروع في التلقيح، في البرازيل، في الهند، في جنوب افريقيا المتحور الأول ثم الثاني.
من الصعب التكهن بوقت ومكان ظهور المتحورات ولا التكهن بطبيعتها وخطورتها. لكن من المؤكد ان البلدان التي تعرف تلقيح أقل وتفشي أكبر للفيروس هي البيئة المناسبة لتفريخ الطفرات والمتحورات. في المغرب ثلثا الساكنة العامة ملقحون ضد كوفيد 19، وأزيد من 80% من الساكنة المستهدفة من 12 سنة فما فوق تلقوا جرعتين على الأقل، وازيد من خمس ملايين ونصف تلقوا الجرعة الثالثة. كما تسجل المملكة حالات محدودة جدا من الإصابات. لدلك، وعلى عكس ما ذهبت اليه بعض الاخبار الخاطئة في منصات التواصل الاجتماعي من كوننا نتوقع ظهور متحورات جديدة ببلادنا في الأسابيع المقبلة، فان المعطيات العلمية تؤكد عكس دلك تماما، وان تلك الاخبار مرتبطة بفهم خاطئ لتوقع فعلي لظهور طفرات ومتحورات ولكن عالميا وليس محليا، بفعل انتشار متحور اوميكرون بشكل هائل عالميا وضعف التلقيح في عدد من الدول.
يظل التطعيم الكامل والواسع والسريع واحترام التدابير الوقائية الفردية والجماعية أفضل وسيلة للحماية الفردية والجماعية ، وأفضل طريقة لتقليل مخاطر ظهور طفرات جديدة ومتحورات جديدة.