حذرت مجلة "لوبوان" الفرنسية من إمكانية تسخير مجموعة "فاغنر" الروسية شبه العسكرية لزرع القلاقل في دول المغرب العربي، وهي المجموعة التي توفر مقاتلين مرتزقة بسعر 1500 و2000 دولار شهريا، ، وتضم متقاعدين من الجيش الروسي ومجندين ومحاربين قدامى وسجناء سابقين يمنعهم سجلهم الإجرامي من الالتحاق بالجيش.
وقالت المجلة إن الوضع في مالي مثير للقلق بالنظر إلى ما تشهده من أزمات بسبب الجماعات الجهادية ، مثل "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" الموالية لتنظيم القاعدة في الساحل الأفريقي و"تنظيم الدولة في الصحراء الكبرى" التي تهاجم السكان المدنيين والقوات المسلحة، وكل ما يمكن أن يعيق تقدمها، الأمر الذي أجبر السلطات الموريتانية على دعوة سكان المناطق الحدودية إلى الابتعاد عن التخوم في ظل هذا التهديد المتزايد.
وأشارت "لوبوان" إلى أن أكثر ما يمكن أن تخافه الدول المجاورة لمالي هو اختراق الجماعات المسلحة للحدود مع تدخل روسيا في شؤون المنطقة. مشيرة إلى أن ليبيا مثلت مختبرًا ممتازًا لمجموعة "فاغنر" في أفريقيا، خاصة أنها أنها مهدت الطريق أمام التدخل الروسي.
ونقلت "لوبوان" أن نشاط مجموعة "فاغنر" يعتبر مزيجًا من توفير الخدمات الأمنية والبحث عن الثروات الطبيعية وتوفير التدريب العسكري والمشاركة في المعارك، بيد أنها متورطة أيضًا في عدد من الجرائم والانتهاكات، حسب المجلة.
وأضافت: أن مجموعة "فاغنر" عادة ما تعمل في الدول التي تشهد نزاعات أو انقسامات أو تعاني مؤسساتها من تفكك أو يكافح فيها حاكم مستبد من أجل البقاء في السلطة مدى الحياة.
وأوضحت المجلة أن مرتزقة مجموعة "فاغنر" يمثّلون جيش الظل الروسي في مالي وما يسمى بـ "دبلوماسية المرتزقة" التي أسسها يفغيني بريغوجين المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.