كمال السعيدي: سؤال من وحي التطورات الجارية حول أوكرانيا

كمال السعيدي: سؤال من وحي التطورات الجارية حول أوكرانيا كمال السعيدي

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فان دير لاين، معلقة على التطورات الجارية حول أوكرانيا: إننا نواجه محاولة سافرة من قبل روسيا لإعادة كتابة قواعد النظام الدولي!! قبل أن تضيف بأن الغرب والحلف الأطلسي مستعدان لمواجهة أي تدخل روسي في أوكرانيا يهدد بتغيير النظام الدولي القائم.

 

من الواضح أنه بعد انهيار الاتحاد السوفياتي والمعسكر الشرقي استفرد الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، بالسلطة والهيمنة على العالم في إطار نظام أحادي القطبية، قطب امتلك من القوة العسكرية والاقتصادية، ما مكنه من فرض نموذجه الاقتصادي وقيمه السياسية والأخلاقية على جزء واسع من العالم.. قطب عمل كل ما في وسعه كي لا يعود العالم إلى وضع لا يكون له هو فيه اليد الطولى أو المطلقة.. لتأكيد سيطرته وتأبيد تفوقه...

 

صحيح أن بوتين أعاد لروسيا وضعها كدولة كبيرة وقوة عسكرية مهيبة، ولكنها لن تستطيع الصمود لوحدها في مواجهة الخطط والضغوطات التي يمارسها الغرب لمحاصرتها ولتحجيمها وإضعافها، خاصة على المستوى الاقتصادي.. كما لا تستطيع الصين لوحدها مجاراة الغرب على هذا المستوى بالرغم من قوتها الاقتصادية والعسكرية ..

 

لكن تحالفا بين القوتين، أي بين روسيا والصين، هو ما يخيف الغرب، لأنه قد يشكل بداية لإعادة بعض التوازن الى النظام العالمي ويحد من غطرسة الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها.. إلا أن هذا التحالف الممكن لن يستطيع مواجهة الغرب دون معالجة التناقضات القائمة بين مصالح روسيا ومصالح الصين.. ودون صياغة جواب على سؤال النموذج الذي سيقدمانه للعالم كبديل...

 

إذا كان الغرب الرأسمالي يسوق لنموذجه على المستوى الإيديولوجي من خلال بعض القيم كالحريات والديمقراطية والمرجعيات الحقوقية.. فهل تمتلك روسيا والصين (وقد تخلت كل منهما رسميا أو عمليا عن الاشتراكية) نموذجا بديلا ومغريا للشعوب يسمح لتحالفهما المحتمل بالانفتاح والتوسع والقدرة على خلق التوازن المرغوب فيه لصياغة قواعد عادلة لنظام دولي جديد؟؟