أكاد أجزم أنك الآن تتفرج على حزننا من شرفة أعدت خصيصا لك ولبعض من تحب ..وفي لمة جلسة جميلة أنت تختار ندماءها بعناية ومكر جميل،والعبارة تسعفك كما الكأس، وترفعها في صخب قهقهتك البادخة المعهود ، وتقول :
"الموت هههه ...أيها المقواد التافه الحقييير..تبا لك.."
أكاد أجزم أن الرفاق هناك والآن، يحتفلون بقدومك، ويقهقهون، ويحاولون إبعاد التافهين الذين تمقتهم عن جلستكم تلك ...
أكاد أحزم انكم كلكم هناك فرحين ببعضكم، وتتهكمون علينا وعلى من تبقى من الشلة، وقد اكتمل النصاب هناك، وأنا أراك تعانق زفزاف، وتستفز شكري، وتدخن تبغا أسودا مستوردا خصيصا من أجلك ..
وأنا أراك الآن وأنت تنصح "البارميد" الجميلة بأن تقلل من مساحيق الماكياج الذي يغطي بشرة وجهها، وأن تقرأ بعض نصوص "بولز" وشكري .. وأن تضع للتو على" الترانزستور " السمفونية السابعة" لبيتهوفن " بدل الموسيقى الصاخبة هناك..
باادرييس...أتعلم!!؟؟؟ اني لم اتخيلك يوما ضمن الميتين ولا من الموتى،وأني كنت أعتقد أن الموت لا يعنيك!!؟؟
وأنك أكثر عناد منه !!؟؟
كنت وكنت أعتقد أنك ستبقى دائما كما عهدناك: في تحديك، وفي فوضاك، وفي صخبك، وفي تهكمك من كل شيء، وفي حكمتك الاصيلة، وفي كبريائك، وفي تلقائيتك، وفي وقاحتك الصادقة.. كنت أعتقد أن أصدقائك وحدهم يموتون وترث عنهم الحكمة والشغب والمهمات والمحن والصعاب وبقايا الأمكنة.