مواقف تضامنية مع شيوخ العيطة ضد تصريحات نسيم حداد

مواقف تضامنية مع شيوخ العيطة ضد تصريحات نسيم حداد فاطمة المدرعي، عبد العالي بلقايد، إدريس بلعطار، نسيم حداد

كانت "أنفاس بريس" سباقة إلى الكشف عن مواقف شيوخ العيطة العبدية (أسفي) بخصوص التصريح الأخير لمنشط برنامج "جْمَاعْتْنَا زِينَةْ" في أحد المواقع الإليكترونية، حيث رد عليه بالصوت والصورة كل من الشيخ بُوشْعَيْبْ وَلْدْ بَنْ عْكِيدَةْ، والشيخ مُحَمَّدْ اَلصُّوبَةْ، والشيخ عَابِدِينْ الزرهوني، والشيخ جَمَالْ الزرهوني، والشيخ مُحَمَّدْ وَلْدْ سَبْعْمَيْةْ... وذكروه بتاريخ استضافته في بيوتهم معززا مكرما من أجل الاطلاع على مخزون فن العيطة العبدية بعد أن قدم نفسه كباحث.

 

تابعنا ردود ومواقف عدة فعاليات ثقافية مهتمة بحقل التراث، منهم الباحث والشاعر والعاشق لفن العيطة، فضلا عن تعليقات وتدوينات العديد من الفنانين الشعبيين من مختلف مناطق المغرب العميق والذين استنكروا ما بدر من نسيم حداد من تصريحات صحفية منذ أن "تقمص" دور منشط برنامج (جْمَاعْتْنَا زِينَةْ).

 

في هذا السياق استغرب أحد الأساتذة الموسيقيين لسلوك نسيم حداد وكيف انقلب على مناهج البحث العلمية المعتمدة في مختلف الحقول المعرفية وعلى رأسها منهج البحث في حقل التراث؟ وكيف خان الأمانة الثقافية والفنية والأخلاقية والإنسانية بعد أن تنكر للمبدئ الأصيل في التعاطي مع البحث وهو مبدأ ثقافة الإعتراف.

 

الشاعر إدريس بلعطار: "اَلْعَافْيَةْ فِي جْلَايْلِي"

في هذا السياق تتقاسم الجريدة موقف الشاعر/ الزجال إدريس بلعطار الذي عبر عنه من خلال مقطع من قصيدة بعنوان (اَلْعَافْيَةْ فِي جْلَايْلِي) أهداه إلى شيوخ وشيخات العيطة بالمغرب عموما وشيخات وشيوخ عبدة خصوصا.

قالت العيطة:

"وَايْلِي وَايْلِي

اَلْعَافْيَةْ فِ جْلَايْلِي

السَّارَقْ وَاَلْكَاذَبْ خُّوتْ

جْمَعْتِيهَمْ بْجُوجْ فِ نْعُوتْ

هَا دَمِّي

مْسَرَّدْ كُمَّكْ

هَا عْيُوطِي

دْسَمْهَا فِ فُمَّكْ

هَا شْهُودِي مَنَّكْ

فِينْ شْهُودَكْ؟

أَخَلِّي اَلْعَرْسْ لَمّوَّالِيهْ

اَلْمَلْحْ شْرَعْ

آشْ عْرَفْتِي فِ قْيَاسِو

أَخَلِّي اَلْجُرْحْ لِلشَّاكِي بِيهْ

آشْ ذَقْتِي أَنْتَ فِ تَنْغَاسُو

وَاشْ لَبْسَكْ فِ الزّْهُو مَنْ حَالْ

وَايْلِي وَايْلِي

اَلْعَافْيَةْ فِي جْلَايْلِي

مَلِّي جَا غْرَابْ اَلْوَقْتْ

مْتَلَّفْ اَلشْجِيَّةْ

مْتَلَّفْ السْمِيَّةْ

مْتَلَّفْ اَلْمَشْيَةْ

مْتَلَّفْ لَغْنَا

مْتَلَّفْ اَلْمَعْنَى

مْتَلْفَنْا حْنَا

وَقَالْ : يَااانَا يَانَا

أَنَا رْحَى وَاَلْبَاقِي نُخَّااااالْ".

 

فاطمة المدرعي: "سِيرْ آآآ  غَدَّارْ حْبِيبُو لِيَّامْ تْجِيبُو"؟

وعبرت الدكتورة فاطمة المدرعي عن تضامنها المطلق مع شيخات وشيوخ العيطة العبدية مستهلة تدوينتها بمتن عيطي يقول:  "سِيرْ آآآ  غَدَّارْ حْبِيبُو لِيَّامْ تْجِيبُو "؟.

وبحرقة العاشقة للتراث المغربي بكل تجلياته تساءلت قائلة: "فِينْ أَيَّامْ حَسَنْ نَجْمِي؟!" وأجابت فاطمة المدرعي عن سؤالها لتسترجع لحظة تاريخية تحسب للباحث حسن نجمي حيث قالت: "لقد دعا الباحث حسن نجمي شيوخ  العيطة لحضور مناقشة رسالته لنيل دكتوراه الدولة  بالرباط، وأجلسهم في الصف الأول قبالة اللجنة العلمية. وخلفهم جلس أزيد من ألف من الحاضرين من أساتذة وطلبة وباحثين ومهتمين وعاشقين لفن العيطة! ". وبصمت على جوابها بالقول: "فِي اَلْعَلْوَةْ شِي نَاسْ نُقْرَةْ مَا فِيهَا نْحَاسْ".

وعبرت عن أسفها لسلوك نسيم حداد حيث أكدت على "أنا اتصلت بهذا نسيم الحداد لما بدأ يغني، وقلت له قدمت نفسك للمغنيين و (شيوخ العيطة) على أنك دكتور في الفيزياء وباحث في العيطة، و لكنك الآن تأكل خيرهم". لكنه، حسب الدكتورة فاطمة المدرعي "لم يعجبه الحال... لكني قاطعته و خرجت من صفحته الفيسبوكية".

ووصفت موقفه بـ "موقفه انتهازي و متحايل و لم يرد الجميل بمثله". معلنة عن تضامنها المطلق: "أنا أتضامن مع شيوخ العيطة. وأحيي موقف شيوخ عبدة".

وأردفت موضحة "واجهته لما بدأ على غرار مُولْ اَلْبَنْدِيرْ يحيي الأعراس ولَعْشِيَّاتْ النسوية. وسقط من عيني خاصة أني ساندته في البداية لشيئين: انتماؤنا لنفس الجامعة و الشعبة و شغفي بالمتن العيطي". مستغربة من موقف نسيم حداد بالقول: "مْشَى عَنْدْهُمْ كَامْلِينْ، رَحْبُو بِيهْ ودَخْلُوهْ لَبْيُوتْهُمْ.... وبعد ما "أَخْوَاوْ لِيهْ لَمْزِيوْدَةْ"، تنكر لهم بالمنافسة الغير الشريفة".

 

عبد العالي بلقايد: عبدة هي منبت العيطة

بدوره ترافع الباحث عبد العالي بلقايد ضد إقصاء شيوخ عبدة من طرف نسيم حداد مسجلا في تدوينته، والتي جاء في جزء منها أن "سبب نزول هذا المنشور هو ما تعرض له شيوخ العيطة العبدية من إقصاء من طرف، نسيم حداد، في أحد برامجه التلفزيونية، وهو إقصاء لا يستقيم مع المكانة التي حفرها هؤلاء بالذاكرة الفنية للموسيقى التقليدية بالمغرب".

وتابع موضحا بأن "ناس آسفي كان لهم فضل كبير على جزء هام من موسيقانا التقليدية إن على مستوى الترافع أو البحث أو الانتشار الجماهيري. ففي فترة كانت العيطة ضمن الغميس عملوا على إخراجها من المنطقة الرمادية إلى منطقة الضوء الإعلامي... وهم من فكك الغامض منها وأحيوا المهمول منها، وبذلك ما زالوا يمتلكون الكثير من أسرارها. ومازال شيوخها وباحثوها وإعلاميوها يمتلكون الكثير مما يفيد البحث وإغناء الساحة الفنية".