وبحسب برنامج ذكرى الراحل عموري، الذي اطلع عليه موقع "أنفاس بريس"، سيتم تنظيم ندوتين الأولى عنوانها "عموري مبارك الفنان والإنسان يساهم فيها بمداخلات كل من الفنان بلعيد العكاف صديق الفنان عموري ودكتور باحث، إلى جانب الفنان لحسن ادحمو ، والباحث في الثقافة الامازيغية محمد أمداح ، على أن الندوة الثانية ستقارب موضوع مكانة اللغة الامازيغية في المؤسسات يساهم فيها كل من أحمد عصيد أستاذ باحث بالمعهد الملكي للثقافة الامازيغية ، الحسين انير بويعقوبي أستاذ باحث بجامعة ابن زهر، والمحامي أحمد ارحموش محامي وفاعل مدني .
كما ستشهد الذكري السابعة أمسية فنية بمشاركة مجموعة هشام ماسين ومجموعة إكيدار والفنان محمد أماعي وتختتم بقراءة شعرية للشاعر محمد الوقايني.
وموازاة مع الأنشطة الثقافية والفنية، سيتم زيارة قبر المرحوم مبارك عموري بمشاركة أصدقاء الفنان الراحل ومحبيه من اساتذة باحثين ومهتمين بالشأن الفني والثقافي المغربي والامازيغي.
والفنان عموري مبارك، وهو من مواليد عام 1951 ببلدة ايركيتن(تارودانت)، وافته المنية بتاريخ 14 فبراير 2015 بمدينة الدار البيضاء، التي قضى بها طفولة قاسية، بين جدران إحدى المؤسسات الخيرية.
وبدأ الراحل عموري مساره الفني رفقة مجموعة "سوس فايف"، التي كانت تؤدي إضافة إلى الأغاني الأمازيغية، أغان بالفرنسية والإنجليزية، بعدها التحق عموري مبارك بالعمل الجمعوي من خلال انخراطه في الجمعية المغربية للبحث والتبادل الثقافي(AMREC)، التي كانت وراء تأسيس مجموعة "ياه"، التي ستحمل ابتداء من سنة 1975 اسم مجموعة "أوسمان" (البُروق)، والتي تعد أول مجموعة أمازيغية تدخل عالم المجموعات بالمغرب، إلى جانب مجموعات ناس الغيوان، وجيل جيلالة و لمشاهب ومجموعة إيمازيغن…
وتميزت فرقة "أوسمان" عن باقي المجموعات الموسيقية الامازيغية الأخرى، بتأثرها الكبير بالموسيقى من خلال الاعتماد على آلات القيثارة، والكمان، والأكورديون، وغيرها، والمقامات الموسيقية الحديثة. كما يعد المرحوم عموري مبارك من أكثر الفنانين المغاربة موهبة، حيث قام بتحديث وتدويل الموسيقى والأغاني الأمازيغية من خلال مؤلفاته وأبحاثه، ويعتبر صوت عموري مبارك صوت ناعم وشاعري من عمق المغرب حيث ساهم في أداء الكثير من روائع الأغنية الامازيغية الملتزمة على مدى أربعة عقود من العطاء رغم الكثير من التحديات والظروف التي واجهها.
وبعد تجربة "أوسمان"، رسم الراحل عموري مبارك مسارًا جديدًا للإبداع من خلال الاستمرار على خط تحديث الموسيقى الأمازيغية عبر ابتكار ترتيبات جديدة كانت بارزة في كثير من الأوقات، من دمج إيقاعات وأصوات العالم الجديد وكان المرحوم يبحث دائمًا عن آفاق موسيقية وفنية جديدة، ورافق هذا البحث بشكل جيد عمل حول التراث الموسيقي للراويس، لا سيما تراث المخضرم وأيقونة الموسيقى الأمازيغية "الحاج بلعيد" بصوته الشجي وروائعه اللطيفة.
وأنشأ المرحوم عموري مبارك ، وهو فنان ملتزم وصادق وحديث، مدرسته الخاصة بعد عدة عقود من التمرين والنضال الشرس، هذه المدرسة هي اليوم مرجعية حقيقية من حيث الموسيقى ليس فقط الأمازيغية ولكن أيضا المغربية. كما اشتهر عموري بأسلوبه وبالعبارة الموسيقية الجيدة والقصيدة الملتزمة والترتيبات الجديدة المدروسة بعناية.