عبد العالي بلقايد: لا لإقصاء شيوخ العيطة العبدية

عبد العالي بلقايد: لا لإقصاء شيوخ العيطة العبدية عبد العالي بلقايد

هي عاصمة المحيط باعتبارها تمنح الجسد بما يعتاش به من سمك. مما جعلها تتفرد بكذا منتوج خالق  للذة التي لها معنى تحوزه لوحدها.

فلذة الجسد والروح تتمدد لإنتاج دلائل تتمظهر من خلال الخزف المنزوع فنيا من الطين أصل الوجود الإنساني وأصل العمارة المغربية التي بها حضارتنا  كائنة كينونة تاريخية.

فتاريخ الحضارة المغربية هو تاريخ لم تكتبه أو بالأحرى لم يتم ديباجته بحروف أبجدية، بل من خلال ما شكلته يد الإنسان المغربي من تحف همت اللباس ومستلزمات ما يركبه الفرسان في الحركات أو في مواسم لفراجة، وناس عبدة هم فرسان مجال الحوز منذ العصر المريني نذروا أنفسهم ليركبوا تحدي التاريخ حد الاشتباك مع العصر الحسني (عيطة شريفي سيدي حسن).

موجة الزمن فرضت عليهم كذلك الاشتباك مع التاريخ الحديث زمن الاستعمار (عيطة بين الجمعة والثلاث).

إن آسفي هي مدينة التاريخ وتاريخ الفن وتحديدا تاريخ الموسيقى التقليدية .

سبب نزول هذا المنشور هو ما تعرض له شيوخ العيطة العبدية من إقصاء من طرف، نسيم حداد، في أحد برامجه التلفزية، وهو إقصاء لا يستقيم مع المكانة التي حفرها هؤلاء بالذاكرة الفنية للموسيقى التقليدية بالمغرب.

فحسب شيوخ العيطة الحوزية يعترف هؤلاء بأن منبت العيطة هو عبدة وهم العارفون (شيوخ الحوز) بطقوس العيطة وأعرافها، وميازنها، ومقاماتها فلا يمكن أن يطلقوا حكما على عواهنه. بل إن هذا الحكم يمتلكه حتى المتتبع البسيط للموسيقى التقليدية .

فناس آسفي كان لهم فضل كبير على جزء هام من موسيقانا التقليدية إن على مستوى الترافع أو البحث أو الانتشار الجماهيري.

ففي فترة كانت العيطة ضمن الغميس عملوا على إخراجها من المنطقة الرمادية إلى منطقة الضوء الإعلامي... وهم من فكك الغامض منها وأحيوا المهمول منها، وبذلك ما زالوا يمتلكون الكثير من أسرارها.

ومازال شيوخها وباحثوها وإعلاميوها يمتلكون الكثير مما يفيد البحث وإغناء الساحة الفنية .

 

عبد العالي بلقايد، باحث في التراث