يتطرق محمد الضو السراج، عضو المكتب التنفيذي لنادي الصحافة في المغرب الى الأزمة المالية التي يتخبط فيها نادي الصحافة في المغرب بسبب وقف دعم الوزارة الوصية، الأمر الذي جعله عاجزا عن تسديد ديونه المتراكمة؛ مؤكدا بأن النادي يتمتع باستقلالية تنظيمية الأمر الذي قد يبدو مزعجا لبعض الأطراف؛ كما لوح السراج بإمكانية حل النادي والذي سيشكل سابقة في تاريخ المغرب.
كيف تنظر الى الأزمة المالية التي يتخبط فيها نادي الصحافة والتي تهدد بفقدانه لمقره الاجتماعي؟
في البداية لابد من الاشارة الى أن نادي الصحافة يعد تقريبا الجمعية الوطنية الوحيدة التي تهتم بقضايا الصحافة والاعلام بجميع مكوناته. ثانيا الصحافيون والاعلاميون الذين أسسوا النادي ولازالوا يشتغلون من داخله يعدون من الصحافيين الكبار سواء منهم المنتمون للصحافة المكتوبة أو الرقمية أو المنتمون لوكالة المغرب العربي للأنباء والإذاعة والتلفزيون، ويضم مجلسه الإداري ومكتبه التنفيذي قيدومين في مجال الصحافة والإعلام وشباب، مع الإشارة الى أن أغلبية أعضاء المكتب التنفيذي من النساء، وقد انطلق أزمة نادي الصحافة منذ حكومة بنيكران، حيث حرم من الدعم لمدة ثلاث سنوات ( سنوات 2015-2016-2017 ) مباشرة بعد وفاة الرئيس السابق للنادي أحمد الزايدي، علما أن مبلغ الدعم هزيل ولا يتعدى 15 مليون سنتيم، قبل أن يتمكن النادي من استرجاع الدعم في عهد وزير الثقافة السابق محمد العرج بنفس المبلغ، ثم انقطع الدعم عن النادي مرة أخرى عام 2019 الى حدود اليوم، مع العلم أن المبلغ الاجمالي للدعم لا يغطي سوى مصاريف كراء المقر وأجر المنظفة، أما أنشطة النادي فيتم تمويلها ذاتيا أو عبر شراكات واتفاقيات مع جمعيات ومؤسسات، مع ضرورة استحضار أن مقر نادي الصحافة تم اكترائه منذ عام 1996، وأدخلنا عليه إصلاحات ظلت مستمرة لمدة سنتين، كما أدخلنا عليه إصلاحات جديدة عام 2020، وهو ليس مقرا لنادي الصحافة فقط بل أيضا مقرا لعشرات الجمعيات المهنية و الثقافية والحقوقية .
وكم مبلغ ديون كراء المقر والملقاة على عاتق نادي الصحافة ؟
مبلغ الديون يتجاوز 12 شهرا، وقيمة الوجيبة الكرائية هي 6500 درهم، بالإضافة الى تعويضات المنظفة ( حوالي 12 شهرا ) وقد كان أملنا كبيرا في التغلب على هذا المشكل المادي في عهد الحكومة الحالية، لكن يبدو أن الحكومة الحالية أسوأ من حكومة بنيكران.
وما سبب هذا الانطباع ؟ هل حاولتم التواصل مع وزير الثقافة والشباب المهدي بنسعيد؟
تقدمنا بطلبات للتواصل مع ديوان الوزير الحالي المهدي بنسعيد قدرت بعشرات المرات، حيث ظل منطق التأجيل بمبررات شتى سيد الموقف منذ أكتوبر 2021..أربعة أشهر ونحن نحاول التواصل مع الوزير من أجل تجاوز الأزمة المالية لنادي الصحافة، مما جعلنا نقتنع بوجود نية مبيتة لاقبار النادي من طرف ما سواء في الوسط الإعلامي أو الوسط الحكومي، فربما كان نادي الصحافة من الأصوات المزعجة مع أنه لا يشتغل في مجال السياسة، فمعظم أعضائنا لهم انتماءاتهم السياسية والنقابية والثقافية المتنوعة، وبالتالي فهو مستقل تنظيميا وآراء وتوجهات الأعضاء لا تعكس توجه النادي، وربما تكون هذه الاستقلالية مزعجة لبعض الأطراف.
مهما كانت الأسباب، فإن من صميم أدوار الوزارة الوصية هو دعم الإعلام ودعم جمعيات وأندية الصحافة؟
ربما قد يعود الأمر الى عدم استيعاب كل هذه الأدوار بالنظر لضعف تجربة وحنكة الوزير الحالي، أو ربما لكونه يجعل تاريخ نادي الصحافة، ولذلك سنقدم في الأيام القادمة على نشر بلاغ سنعلن من خلاله حل جمعية نادي الصحافة وتسليم المقر لصاحبته، والذي سيكون سابقة في تاريخ المغرب..
لكن ألا ترى أن الإقدام على حل نادي الصحافة ستكون له تداعيات على الجسم الصحفي استحضارا لأدواره في التنظيم والتأطير؟
ليس لنا من سبيل غير اللجوء إلى حل نادي الصحافة..الدعم الذي كنا نتلقاه هزيل، وهاهم الآن قد أقدموا على قطعه، ورغم صعوبة القرار استحضارا لمعطى كون مقر النادي يعد رمزا للصحافة الوطنية لأزيد من 20 سنة، فإننا لا نقبل بتحويل مقر نادي الصحافة إلى حقائبنا والتجوال به في المقاهي، وهذا يسيء للإعلام في المغرب علما أن نادي الصحافة يعد الجمعية المهنية الوحيدة التي تشتغل في المجال الصحفي والإعلامي والرقمي؛ علما أن لدينا منخرطين من جميع المؤسسات الإعلامية في المغرب، لذلك أتمنى أن لا نصل الى الإعلان عن حل نادي الصحافة.