وبالمقارنة مع الأشخاص المصابين بسلالات أخرى من فيروس الإيدز، فإن المصابين بالمتغير الذي اكتشف حديثًا أظهرت التحاليل أن لديهم ما يصل إلى 5.5 أضعاف من الفيروس في دمائهم، كما تضاءلت خلايا CD4 T المناعية بمعدل الضعف تقريبًا.
ويعد انخفاض خلايا CD4 T، التي تساعد على تنسيق استجابة الجسم المناعية للعدوى، علامة منبهة على أن فيروس الإيدز قد أضر بجهاز المناعة بالفعل.
وقدر الباحثون أن الفيروس الجديد من دون علاج، مما يعني أن الأشخاص المصابين بهذا النوع سيصابون بمرض الإيدز في غضون سنتين أو ثلاث سنوات بعد التشخيص، مقارنة بستّ أو سبع سنوات للمصابين بسلالات أخرى من فيروس الإيدز.
وباستخدام تسلسل الجينوم، تتبع الباحثون العلاقات التطورية بين متغيرات فيروس الإيدز المختلفة لتحديد مدى سرعة انتشار الفيروس. وتشارك المصابون بالمتغير المكتشف حديثًا نسخًا وثيقة الصلة من الفيروس، مما يشير إلى أن البديل ينتقل من شخص لآخر بسرعة، كما يقول المؤلف الرئيسي للدراسة كريس وايمانت، عالم الأوبئة التطورية بجامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة.
وقدّر وايمانت وزملاؤه أن المتغير نشأ في تسعينيات القرن الماضي في هولندا وانتشر بسرعة خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وقال وايمانت إن تداوله آخذ في الانخفاض منذ حوالي عام 2010، وربما يكون ذلك نتيجة لجهود البلاد للحد من انتقال فيروس نقص المناعة البشرية.
وعُثر على شخصين لديهما المتغير في بلدين آخرين، أحدهما في سويسرا والآخر في بلجيكا، ولم يُعثَر على أي حالات في أماكن أخرى حتى الآن.
من جانبها قالت ميغ دوهرتي مديرة البرامج العالمية لفيروس نقص المناعة البشرية في منظمة الصحة العالمية في جنيف “لسنا قلقين للغاية بشأن هذا المتحور الجديد”، مؤكدة أن النتائج التي توصل إليها الفريق تؤكد الحاجة إلى التأهّب للوباءات والاستعداد الدائم لاكتشاف النسخ الجديدة من مسببات الأمراض.كما تسلط الدراسة الضوء أيضًا على أهمية خدمات فحص وعلاج فيروس الإيدز على نطاق واسع؛ إذ يقول الدكتور سالم عبد الكريم مدير مركز برنامج أبحاث الإيدز في جنوب أفريقيا إنه “من المهم تحديد الأشخاص المصابين بسرعة وبدء العلاج مبكرًا، لأن العلاجات تعمل بشكل جيد حتى مع هذا المتحور”.