أخازي يرصد أشكال الخطاب الديني في "أحلام واحة في منتصف العمر"

أخازي يرصد أشكال الخطاب الديني في "أحلام واحة في منتصف العمر" خالد أخازي

صدرت رواية جديدة للكاتب خالد أخازي، عن دار الوطن العربي للصحافة والنشر والطباعة المغربية، بعنوان "أحلام واحة في منتصف العمر"؛ وهي الخامسة في منجزه السردي بعد "عشق في زمن الغضب" عن دار روافد المصرية، و"ذاكرة جدار الإعدام" عن مدارك السعودية، و"أسرار أمونة" عن مركز الأدب العربي بالسعودية، و"رجال ما بعد منتصف" الصادرة عن لندن بوك بلندن.

 

الرواية التي تحمل على غلافها لوحة للفنان التشكيلي سعيد حاجي، منجز سردي يعتمد الرؤية من فوق، وترك الشخوص يبنون مواقفهم وأقدارهم ضمن سلسلة من الأحداث، وتنامي الحكايات الثانوية التي يربطها خيط الحكاية الأم.

 

تتطرق الرواية لمجموعة من القضايا الاجتماعية والسياسية، والتحولات المجتمعية عبر شخوص واقعية متعددة الملامح، عبر سرد شيق، وخطاب سردي محكم، ولغة تحترم سجلات القول وفق بناء يستحضر بدقة القدرات اللغوية والثقافية المجتمعية للشخوص وفق حقيقتها وملمحها السوسيو ثقافيين، مبرزا في السياق ذاته أجوبة ممكنة عن الانحصار القوي للإيديولوجيا، مقابل بروز الخطاب الديني كخطاب منافس شرس للخطاب السياسي الليبرالي واليساري والحزبي العتيق، في برنامج سردي  حيث تتعلق وتتوزع فيه المواقف والأحداث الزمن السياسي والزمن النفسي، والزمن التاريخي العام حيث تكشف الرواية بمشرح المبدع لا المؤرخ عن مرحلة مهمة من تاريخ المغرب، قبل وبعد انتفاضة الدار البيضاء، محاولة تقديم رؤية لما وقع من وجهة نظر متعددة الأصوات.

 

وفي السياق ذاته تقدم الرواية قراءة المبدع لا السياسي للنسق العام الذي ساهم في بروز الخطاب الديني المتعدد في المشهد السياسي بمختلف تنوعاته وتجلياته، كمنافس قوي للخطاب السياسي التقليدي، طارحة محكيات نووية مشوقة وبلغة قوية، تمنح القارئ سلطة الحكم والتأويل بملء البياض المتعمد، والمساهمة في تشكيل ما لا يمكن تشكيله لغويا، عبر الفعل القرائي البنائي لا الانفعالي...