"ريان" يا كأسنا الحزين المملوء بالأمل.. ووحيد "حفّار قبور" وكأسنا المسموم!!

"ريان" يا كأسنا الحزين المملوء بالأمل.. ووحيد "حفّار قبور" وكأسنا المسموم!! الطفل ريان
حدثان متناقضان متزامنان، قلوب المغاربة مكلومة، جرعات الحزن مختلفة ومتباينة.. الطفل ريان مازال حبيساً في قعر الجبّ والمتطوعون لإنقاذه قدموا من كل بقاع المغرب. ماذا بينك وبين الله يا طفلي حتى يحبك المغاربة إلى هذا الهوس؟
كأسنا الحزين مملوء بالحب، بالرغم من سواد اللحظة ومأساويتها استطاعت توحيد قلوب المغاربة والجزائريين وكل من ينتصرون للإنسانية.  
ريان شمعة أشعلت سواد وطن بأسره بالأمل، سرداب طويل ومظلم تنيره براءة ريان، طفل تتمسك به الحياة، نهدهده بعيوننا، نفرش له رموشنا.
في الجانب الآخر، البئر الذي قام بحفره فوزي لقجع على يد "حفّار قبور" عجوز، يصرخ كلّما انهال بضربة فأس ليطمر جماجمنا تحت التراب "وحّدووووووه"!!!
انعقاد ندوة "وحّدوووووه" بمركب محمد السادس لكرة القدم تزامنت مع عمليات إنقاذ ريان. ندوة اختار لقجع مكانها وزمانها ليقطّر علينا المدرب "البوسني" الشموع. لا.. كل مغربي يقول لوحيد "لا تبوسني ولا أبوسك".. لقجع يبوسُك بـ 80 مليون خالية من الضرائب والعلاوات مع امتيازات "المُتعة".
من كان يشاهد العجوز البوسني، سيلاحظ كم كان مستمتعاً في ندوته التي لم تكن ندوة لتوسّل "الغفران"، بل لنعلن بعدها "كفرنا" و"إلحادنا" بالمنتخب الوطني، ولنا "رجاؤنا" و"ودادنا" و"جيشنا"، بمنأى عن "البركان" الثائر!!
وحيد لم يكن يقدم كشف الحساب، بل كان يهيننا، رأسه مازال أصلد كجمجمة من فولاذ، يواصل حفر بئر بلا قعر. كان يشبه وهو خلف المنصّة "حفّار قبور" ونحن ظلال أجساد.
عاجلا أم آجلاً سينقذ الله الطفل ريان، لكن من سينقذنا من "العجوز" وحيد؟! 
يتشبّث بحمل فأس معقوفة ويواصل الإصرار على طمر بئر كرتنا بجماجمنا، يرصفها بتؤدة ويصنع منها كرسيّاً لينام ويغطّ في الشخير!!
فأي الكأسين تختارون؟!