الكزان: ميزانية جامعة "لقجع" هي الأغلى على الصعيد الإفريقي لكن النتائج جد هزيلة!!؟

الكزان: ميزانية جامعة "لقجع" هي الأغلى على الصعيد الإفريقي لكن النتائج جد هزيلة!!؟ فوزي لقجع، وعبد المنعم الكزان

على خلفية الهزيمة المذلة لـ"أسود الأطلس أمام " منتخب" الفراعنة" والتي تركت تذمرا كبيرا وآثارا نفسية سلبية على قلوب المغاربة في الداخل والخارج، هزيمة تنضاف إلى سلسلة الإخفاقات المتتالية للمنتخب الوطني منذ ثلاثة عقود رغم الكلفة الباهظة لفريق مدلل.

"أنفاس بريس" استقرأت وجهة نظر عبد المنعم الكزان( باحث في السياسات العمومية) عبر الحوار التالي:

 

أليست هذه الهزيمة مناسبة لتقديم الحساب من طرف المسؤولين عن المنتخب الوطني؟

بعد هذه الصفعة التي تلقاها المنتخب الوطني لا بد أن نشير إلى أن ميزانية الجامعة الملكية لكرة القدم استثنائية إذ ما يبلغ قيمتها 88 مليار سنتيم سنويا، وهي الميزانية الأغلى إفريقيا مقارنة بميزانية الجامعة المصرية التي لا تتجاوز 9.5 مليار سنتيم، والجزائر 27 مليار سنتيم جنوب إفريقيا 12 مليار سنتيم وأخيرا البلد المنظم الكاميرون 6.3 مليار سنتيم !!؟ إذا ميزانية كرة القدم تتجاوز ثمان مرات البلد المنظم ومنتخب مصر كما تجاوز بأكثر من الضعف المنتخب الجار (الجزائر)، وأيضا ثمان مرات لدولة متقدمة وترأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم وهي جنوب إفريقيا ، ورغم هذه الميزانية المهولة، بل ومنذ تولي فوزي لقجع لرئاسة الجامعة الملكية لم نفز إلا ببطولة كرة القدم المصغرة لمرتين وكأسيين للمحليين فقط .وهذا يقتضي بالدرجة الأولى إجراء افتحاص ومحاسبة المسؤولين عن تبذير المال العمومي، قبل المحاسبة على التسيير التقني والاختيارات التي تهم تدبير الشأن الكروي دون أن ننسى سفريات الفنادق الفخمة لأفراد لا علاقة لهم بالشأن الكروي، في عدة مناسبات كما حصل في روسيا، إذن لابد من إعادة النظر في الميزانية المرصودة وأليات صرفها قبل كل شيء.

هل هذه الفضيحة ليست كافية لإقالة فوزي لقجع من رئاسة الجامعة؟

شخصيا كنت سعيدا عند انتخاب لقجع في الفيفا والكونفدرالية الإفريقية ، لكن تعدد المهام قد تنعكس بشكل أوبآخر على مستوى الأداء سواء الرياضي أو السياسي كما أن منطق الديمقراطية يقتضي ربط المسؤولية بالمحاسبة ، وإذا استحضرنا هذا الإخفاق الرياضي للمنتخب أعتقد أن لقجع يجب أن ينسحب من التسيير المباشر للجامعة الملكية لكرة القدم ، ويتفرغ للشأن السياسي أو العكس وهكذا، فالمنتخب الوطني أو تسيير الشأن العام ليست نزهة بل هي تكليف، وترؤس الجامعة الملكية ليس تشريفا فقط فهو تكليف، ويحتاج الكثير من الوقت والجهد ونتائج ملموسة على أرض الواقع، وليست قصاصات أخبار و تصريحات إعلامية.

*ماذا أعطى الناخب الوطني خليلوزيتش أمام كلفته الباهظة ؟ وكيف يستمر في حرق أعصاب المغاربة ونحن مقبلون على اقصائيات كأس العالم ولم يستطع إيجاد فريق متجانس لمواجهة التحديات المقبلة؟

نعم، أولا لابد أن نشير إلى أن التعاقد مع خليلوزيتش قد انتهى، لأن الرهان كان هو الوصول إلى نصف نهائي كأس إفريقيا بالكاميرون، ولا بد أن نشير هنا أيضا أن احتساب الراتب والتعويضات يتجاوز 90 مليون سنتيم ، لتحقيق حلم التتويج بالكأس الإفريقية التي لم يتوج بها المغرب ألا مرة واحدة في دورة إثيوبيا 1976، أي منذ ما يقرب نصف قرن تقريبا، لكن لابد أن نشير ثالثا إلى ان أفضل إنجاز بعد ذلك كان بفضل خبرة مغربية متمثلة في بادو الزاكي في دورة تونس وضد البلد المضيف أي تونس؛ ومن غريب الصدف أنها نفس النتيجة التي انهزم بها المغرب أمام مصر أي 1-2 إن في المغرب لدينا مدربين وطنيين لهم صيت دولي ، و في نهاية الأمر الأهم ليس المهارات الكروية فقط، رغم كونها هي ركيزة أساسية لكن أيضا القدرة على تشكيل فريق يؤمن بأنه يدافع عن شغف شعب وانتماء لأمة ، إذ أنه ضمن الفريق يوجد العديد من النجوم الذين يمتلكون هذا الحافز وهذه الروح القتالية إضافة إلى التقنيات العالية، وهذا في حد ذاته إيجابي جدا، لكن ما يهم هو روح الفريق والتجانس بالدرجة الأولى لأنه هو الدافع كذلك للروح القتالية والدفاع على القميص الوطني في تقديري، أن أول عنصر يجب أن يستحضره الناخب هو ملء بعض المراكز التي يحس المتتبع أنها فارغة، وهذا هو الحافز النفسي المنشود ، إذ لطالما شهدنا منتخبات في عدة مناسبات خالية من النجوم لكنها كلها رغبة في الدفاع عن راية الوطن.