الأفق منعدم بالنسبة للشباب في المخيمات، الشباب يتم تهجيرهم للدراسة في الخارج، ويظل الأفق منعدما تماما. الأطفال الذين تم تهجيرهم إلى أوروبا فقدوا هويتهم كما قلت سابقا، وأصبحوا إسبانيين أو فرنسيين، وهذه قضية مؤرقة جدا حتى وسط الصحراويين في المخيمات بسبب التهجير القسري. التنكيل وصل مداه سواء بالنسبة للمدونين أو الفنانين، ويبقى ناجم علال نموذج الذي عبر عن رفضه لمجموعة من الممارسات عن طريق الفن، ولكن تم تهجيره. مصطفى سلمى كذلك.. هناك حالات كثيرة تتعلق بوجود انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في المخيمات، ونحن نتمنى صادقين التقاط الإشارة الأخيرة للمنتظم الدولي. ولابد من الإشارة في هذا الإطار إلى المكتسبات الحقوقية والقانونية التي حققها المغرب، ولابد من الإشارة أيضا إلى أهمية فتح العديد من القنصليات في مدينة العيون والداخلة إلى جانب الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، وبيان وزارة الخارجية الأمريكية الأخير الذي يدعو إلى اتفاق من أجل حل متوافق عليه، وهذا يعد تحول كبير في الموقف الأمريكي ونحن نتمنى من البوليساريو التقاط هذه الإشارات والرجوع الى جادة الصواب.
وقد حاولنا كهيئات مدنية محاربة مجموعة من الصور النمطية التي تم ترويجها عن المناطق الصحراوية، وعلى مقترح الحكم الذاتي في مجموعة من اللقاءات الدولية التي شاركنا فيها كهيئات مدنية.
وأشير إلى أن تقنية الاستفتاء لم تعد عملية ولم يعد المغرب حبيس هذه الأفكار، ولهذا السبب طرح مقترح الحكم الذاتي الذي يحظى بمصداقية وموضوعية، والدليل هو الإشادات الدولية الأخيرة بهذا المقترح، حيث تم افتتاح أكثر من 20 قنصلية إلى جانب الاعتراف الأمريكي الأخير الذي يعد إنجازا كبيرا للدبلوماسية المغربية تحت رعاية الملك محمد السادس.. إنه مقترح يحفظ الكرامة لجميع الأطراف، حل فيه نوع من الإبداع وحفظ لكرامة الصحراويين وسيمكنهم من تسيير شؤونهم بأنفسهم. ولكن للأسف الشديد يبقى المشكل في كون الجزائر لا تريد حلا لقضية الصحراء. وها نحن نعاين اليوم تشييد الطريق السريع تزنيت- الداخلة الذي دخل مراحله الأخيرة، ونتحدث عن بناء الميناء الأطلسي في الداخلة الذي سيتحول إلى بوابة لإفريقيا وبوابة للولايات المتحدة الأمريكية، ونتحدث عن استثمارات ضخمة للولايات المتحدة الأمريكية بالصحراء، ونتحدث عن خط غاز يربط نيجيريا بأوروبا، نتحدث عن بناء جامعات، حيث تضم السمارة كلية متعددة التخصصات، وتغطية كاملة بالماء الصالح للشرب والكهرباء، وهناك مشاريع للطاقة الريحية، وأوراش تنموية مفتوحة، وتنظيم انتخابات عرفت انخراط الجميع من أجل ضمان نجاحها، وهذه كلها إشارات لا تقبلها الجزائر.
وفي الأخير، أقول آن الأوان لوقف هذه المعاناة وتمكين الصحراويين من العودة إلى وطنهم، كما أثمن عاليا ما حققته الدبلوماسية المغربية على الصعيد الدولي.