160 ألف شاب جزائري يتهرب من الخدمة العسكرية رغم "تحفيزات" الدولة‎‎

160 ألف شاب جزائري يتهرب من الخدمة العسكرية رغم "تحفيزات" الدولة‎‎ يتهرب الشباب الجزائري من الخدمة الوطنية رغم ما تعدهم الدولة بتقديم لهم تحفيزات جدّ مهمة
بقدر ما يتهافت شباب المغرب على الانخراط في الخدمة العسكرية كلّ سنة للاستفادة من مختلف التكوينات المدينة والعسكرية والمهنية والحرفية في ظروف ممتازة ودراسة جيّدة، بقدر ما
يتهرب الشباب الجزائري من الخدمة الوطنية رغم ما تعدهم الدولة بتقديم لهم تحفيزات جدّ مهمة حسب ما تنشره في قصاصاتها الإشهارية التي لا يصدقها هؤلاء الشباب.
وحسب إحصائيات رسمية جزائرية نشرها الإعلام الجزائري وعلى رأسه جريدة "الشروق" الناطقة باسم العسكر الجزائري، أن 160 ألف متهرب من الخدمة الوطنية ويُفضلون البقاء مُعلّقين دون عمل ولا سفر ولا زواج.. جلّ همّهم الهروب من أداء الخدمة الوطنية.
وأضحى الانخراط في الجيش كابوسا عند الشباب ومُدمّرا لأحلامهم ومضيعة للوقت كما يُبرّرون، أم هو خدمة الوطن وتعلّم المسؤولية ومكابدة المشاقّ، خاصة في ظل تقديم الدولة تحفيزات مُهمّة للمُجنّدين عبر مشروع القانون المتعلق بالخدمة الوطنية المُصادق عليه شهر جوان 2014.
وحسب ما جاء في تحقيق قامت به الجريدة العسكرية الجزائرية، عندما "تذكر كلمة "لارمي" أمام بعض الشباب يتعوّذون ويُتمتمون ويتطيّرون وكأنّهم سمعوا خبر شُؤم، ويطلبون تغيير الموضوع، أو يسألونك باهتمام عن صدور قرار يُعفي الشباب الهاربين نهائيا من أداء "لارمي".
وقد فاق عدد الهاربين 160 ألف شابّ لعام 2014 حسب تقرير لوزارة الدفاع الوطني الجزائرية… رغم التّحفيزات التي دخلت حيّز التطبيق والقاضية بتقليص مدة الخدمة الوطنية من 18 إلى 12 شهرا، وإقرار منحة شهرية تصل إلى 15 ألف دج للمُجندين، وإدخال المُدة في منحة التقاعد لاحقا، مع احتساب المدة خبرة مهنية للشباب طالبي الشغل، ومنحهم الأولوية في الترشح لعقود التجنيد ضمن صفوف الجيش الوطني الشعبي… لا يزال الواجب الوطني يثير مخاوف شباب كُثر!!
ولإقناع الشباب الجزائري بالانخراط في الخدمة الوطنية لجأت السلطات الجزائري إلى الخطاب الديني عبر توظيف المُنسّق الوطني لنقابة الأئمة، جلول حجيمي، الذي أكد في إحدى تصريحاته "أن حامي أوطان المسلمين يُؤجر ويُثاب ومستندا إلى قول النبي عليه الصلاة والسلام: "عينان لا تمسّهما النار، عينُ بكت من خشية الله وعينٌ باتت تحرس في سبيل الله". وزاد قائلا: "التهرب من الخدمة باستعمال الخداع لا يجوز شرعا، لأن الرسول الكريم نهى عن ذلك في قوله: "من غشّنا فليس منا"".
وطالب المُنسّق الوطني لنقابة الأئمة من الدولة أن توفر لهم وظائف مستقرة بعد أداء الخدمة لتجنب عزوف الشباب عن أداء الخدمة الوطنية، كما الشباب باحترام قيم المجتمع وعدم التهرب من الخدمة الوطنية من دون عذر طبي، مؤكدا أن بعض البلدان العربية تحرص على مراقبة الجندي عند إهمال الصلاة، وإلزامه بعدم التدخين.
ومن جهة أخرى، حسب نفس المصدر، "الشاب الجزائري وبسبب صعوبة الحياة يطمح إلى تحقيق أهداف كثيرة مثل الوظيفة والزواج والسكن… ويصطدم بواجب عليه أن يؤديه لوطنه، فيحسب أن نداء الخدمة الوطنية سيُضيع سنة من حياته. كما لا تزال العشرية السوداء وما خلفته من مآس تؤثر على تفكير الجزائريين، فيحسبون أن ذهابهم إلى الثكنات شبيه بذهابهم إلى الموت بأرجلهم".
من جهة ثانية، تنقل العديد من وسائل التواصل الاجتماعي والتراسل الفوري وفيديوهات اليوتوب، مشاهد مؤلمة ومثيرة من حياة الجنود الجزائريين الذين يعيشون في ظروف صعبة ومعيشة ضنكا ويعانون من معاملات رؤسائهم والصراعات بين التيارات المتعارضة في قمة هرم العسكر الجزائري بين جنرالات ثكنة بن عكنون والتي خلفت العديد من الضحايا سواء بسجنهم أو اغتيالهم أو نفيهم، ولا أدلّ على ذلك من اختيال كبيرهم الفريق قايد صلاح رئيس الأركان السابق من طرف نائبه السعيد شنقريحة وتنصيب نفسه مكانه بل أصبح الرئيس العسكري الحاكم الفعلي في الجزائري بعد تعيينه للرئيس الصوري المدني عبدالمجيد تبون.
جهة أخرى، لا يستوعب الشاب الجزائري فرض الخدمة الوطني الإجبارية عليه في الوقت الذي يعفى منها أبناء وبنات المسؤولين وحتى جنرالات العسكر والضباط الكبار وتوفر لهم جميع ظروف النجاح لمتابعة دراساتهم في مختلف الجامعات المشهورة في البلدان المتقدمة والمصنعة، يسكنون فيلات ويتقاضون منحا ثقيلة بل منهم من يوضع تحت تصرفه سيارات السفارات والقنصليات وتذاكر الطائرات...
شباب مقهور ومعطل عمليا وفكريا، أصيب بالإحباط والانهيار النفسي كما وقع لجندي جزائري وضع حدا لحياته داخل ثكنة في النعامة، على المباشر من خلال فيديو يوتوب، تاركا ورائه رسالة مؤثرة، خلال مارس 2021.
وفي هذا الصدد قالت الإعلامية الجزائرية منار منصري عبر صفحتها الرسمية فيسبوك، "غاضني سورتو كي قريت ليميساج مع أهله قطعلي قلبي". وأضافت، "حسبنا الله ونعم الوكيل فيكم ياجنرالات انتوما وولادكم عايشين بدراهم الزواولة وهوما خليتوهم محڨورين يتقتلو أو يقتلو في رواحهم".
يذكر أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أعفى المواطنين البالغين سن 30 عاما فأكثر، بتاريخ 31 ديسمبر ولم يتم تجنيدهم، من أداء الخدمة الوطنية، وفق مرسوم وقعه بنفسه.
وقال بيان لرئاسة الجمهورية:"إن تبون أعفى أيضا المواطنين، البالغين سن 30 عاما فأكثر، بتاريخ 31 دجنبر، ولم يسووا وضعيتهم تجاه الخدمة الوطنية."
ويجبر قانون الخدمة الوطنية المواطنين الجزائريين البالغين من العمر 19 عاما على التجنيد، إذ لا يمسح للمواطن المتخلف عن الخدمة بالعمل في القطاعين العام والخاص أو إنشاء أعمال حرة.
ويحدد القانون الجزائري الخدمة الوطنية أو العسكرية أو خدمة العلم للبعض سنة واحدة فقط في أحدث التعديلات التي أدخلت على القانون.
ويعفى آلاف الجزائريين سنويا من الخدمة لأسباب صحية أو عائلية. وتقول وزارة الدفاع الوطني، إنها سوت وضعية نحو 900 ألف مختلف عن الخدمة حتى عام 2014.