هل كان موليير كاتبا منتحلا؟ أو هل "سرق" موليير نصوص كورناي؟

هل كان موليير كاتبا منتحلا؟ أو هل "سرق" موليير نصوص كورناي؟ موليير
تحتفل الدوائر الثقافية الفرنسية هذه السنة بالذكرى الأربعمائة لميلاد مبدع فرنسا الكبير موليير (أو جون باتيست بوكلان كما هو اسمه الحقيقي، 1622 -1673). وفي إطار ذلك تتواصل فعاليات هذه الاحتفالات بمعرض "موليير مصنع مجد وطني" بفضاء ريشو بفرساي، ثم تتواصل من خلال من خلال تدشين تمثال موليير خلال ماي المقبل، وبندوة "موليير بلا حدود" في يونيو المقبل بمسرح مونتاسيا بفرساي نفسها. بالإضافة إلى أنشطة أخرى ستشهدها كل المدن الفرنسية.
وكما كان منتظرا فهذه الاحتفالات تترافق مع الجدل الذي يثار دائما كلما تم الحديث عن موليير حيث لا يزال هناك من يدافع عن فكرة أن موليير ليس هو الكاتب الأصلي لأعماله أو لجلها على الأقل، بل هي لكاتب كبير كذلك هو بيير كورناي ( 1606ـ 1684) الذي اشتهر أصلا بالأعمال التراجيدية مثل ميدي والسيد وهوارس .. والمعلوم أن هذه الفكرة كانت قد طرحت منذ 1919 من طرف الروائي الفرنسي بيير لوي. وظلت تعاد من حين لآخر بدعوى أن موليير هو ممثل كبير ورئيس فرقة محنك لكنه لم يترك مخطوطات تدل على أنه كاتب تلك النصوص، وبدعوى أن النصوص من حيث بنائها الأسلوبي واللغوي غير متماسكة متماسك مما يعطي الانطباع أن تلك النصوص قد كتبت بأقلام مختلفة. من الذين يذهبون هذا المنحى الكاتب والمؤرخ فرانك فيران، الذي يدافع عن فكرة "انتحال" موليير، والذي كان أحدث ظهور له خلال الحلقة الأخيرة من برنامج on est en direct حيث ررد نفس المبررات دون إقناع تام. ولقد كان في مواجهته فرنسيس هوستر، الكاتب وممثل لاكوميدي فرنسيس، أحد أكبر المدافعين عن موليير ومؤلف كتابين عن هذا الأخير صدرا في السنة الموالية وهما: Dictionnaire amoureux de Molière و Poquelin contre Molièr.
للإشارة فهذا الجدل لا يجد له أتباعا كثرا في أروقة الثقافة في فرنسا لا فقط بغياب الأدلة المقنعة لتأكيد ذلك الادعاء، ولكن أيضا لأن المس بموليير، بالنسبة للفرنسيين، هو مس بثقافة عريقة تحمل اسمه خاصة أن تلاميذ فرنسا وطلابها قد تربوا منذ قرون على لغة موليير وشخصياته وحكاياته.