يخوض عدد كبير من المغاربة الراغبين بتحسين وضعهم المعيشي، تجربة الهجرة السرية، تجربة غالبا ما تكون قاسية، عثمان شاب مغربي مقيم حاليا بالديار الايطالية يشاركنا تفاصيل قصته مع الهجرة ننشرها في حلقات.
بدأت قصتي بعد أن عرفني أحد أصدقائي بشاب يريد العودة إلى الديار الايطالية بطريقة غير قانونية، كان يتحدث عن التجربة الأولى التي خاضها بطريقة مثيرة، لدرجة جعلتني أفكر بعيش تجربة مشابهة، وبدون تفكير شاركته الفكرة مقترحا مرافقته في رحلته نحو المجهول.
هذه المغامرة الأقدار بين لأحيانا تفرض علينا الحياة أن نعيش تجارب لمالقصة اتفقنا على تاريخ السفر، وجهتنا الأولى كانت تركيا، وكأننا ذاهبين لقضاء عطلة سياحية، لم يكن هدفي رؤية بحر الفوسفور أو التمتع بجمال إسطنبول، كل ما كان يشغل تفكيري هو إيجاد طريقة للخروج من تركيا.
استمرت رحلتي برفقة ابن بلدي و الذي دفعني الى خوض غمار هذه التجربة، لأكتشف أنه يخطط للاستغلالي بعد وقت قصير من وصولنا لتركيا، إذ أخبرني أن الوسيط بيننا وبين المكلف بنقلنا لوجهتنا الموالية يطلب مقابل خدمته هذه مبلغ ثمان مئة أورو بينما التكلفة الحقيقية لاتتجاوز نصف الثمن.
أحسست بخيبة أمل كبيرة ولم أتمكن من تقبل فكرة محاولة خداعي، فقررت فصل طرقاتنا وإكمال المغامرة بمفردي، فالتقيت بالوسيط الذي قام بإرسالي إلى مدينة أخرى قريبة من الحدود اليونانية.
أقمت رفقة سبعة عشرة مهاجرا غير نظامي في نفس المنزل الذي كان عبارة عن بيت في الريف، لينضم إلينا شخص آخر، عشنا فترة صعبة في معا، إذ كان الجو باردا جدا بسبب الثلوج المتساقطة.
(يتبع)