ثم إنك حاولت "التمثيل" علينا حين أظهرت المحامين وكأنهم يطلبون منك خرق القانون بالتراجع عنه، وحشاهم أن يفعلوا وهم رجاله ونساؤه، لكن دوريتكم ليست قانونا، فإن كانت قانونا فعلا فهل تبيح لكم الفقرة الأخيرة من المادة 3 من قانون الطوارئ الصحية تعطيل مرفق عمومي حيوي كالقضاء؟ وهل يبيح القانون المذكور للسلطة القضائية أن تكون شريكا لكم في سن دوريات وبلاغات ومناشير قانون الطوارئ؟ وإذا كنتم فعلا تخشون على صحة هذا المواطن أكثر من نفسه كما"تمثلون" فلماذا لم تفرضوا"جوازكم" في المدارس والثانويات والكليات والمعاهد التي يرتادها ويلتقي فيها الملايين؟ ولماذا لم تفرضوه في المستشفيات والمستوصفات والمصحات؟ لماذا لم يفرض كل وزير الجواز الملعون في وزارته؟ لأنكم تعتبرون التعليم والصحة مرافق حيوية وتعتبرون المحاكم مرافق"عا زايدة"، لأنكم تحقرون المحاكم وتعتبرون حق الشعب في تلقي محاكمة عادلة في ظروف آمنة "عا بدعة"، وتعتبرون العدل مجرد ترف اجتماعي، وتعتبرون فرض الجواز مقدم على الحق في العدالة، وتعتبرون "كلمتكم هي العليا" ولو ب"قطيع الراس"، فلا تعترفون بالخطأ ، وقد غرقتم فيه وتدارون عليه بكثير من "الغميق"، وتعتلون منبر مجلس الأمة لتوهموا الأمة بترهاتكم...
سيذكر لكم التاريخ هذه الطعنة في خاصرة العدالة... فإن لم تقل لطفا فاصمت يا عبد اللطيف...