سنحاول من خلال هذا الموضوع تقديم تحليل حول شخصية القائد من منظور عميق؛ ونستعرض معا في هذه الفقرات مجموعة من الصفات - الحقيقية - على شكل نقاط تميز القائد عن التابع، وسوف نستهل في شرحها بمزيد من التفاصيل.
قبل البدء في صميم الموضوع، سنقوم بهدم الخرافة السائدة عن مفهوم السطحي للقائد:
يجب أن تعلم أن القيادة لا ترتبط بالمنصب، قد تكون موظف لكنك قائد، وقد تكون في منصب يخول لك ممارسة القيادة، ولكنك لست بقائد، إذن ما هي معايير القيادة؟ نقاط تستثني القائد عن التابع.
الشعور بالمسؤولية
القائد هو شخص ينبع من داخله شعور أنه مسؤول عن أي شيء تحت أمره، أي شيء خرج عن توقعاته، أو عن خطته، أو شخص خاب ظنه فيه، أو مرؤوس لم يحسن الأداء ... يتحمل المسؤولية ويقول " أنا السبب " لن تجد قائدا يلوم أتباعه، وهذا أبدا لا يعني أنه لا يعاقب!
يعمل أكثر من فريقه
"القائد يشعر بأهمية عمله " إفهم هذه العبارة جيدا ، القائد هو أكثر شخص يهمه هدف و نجاح فريقه ، لذلك هذا الشعور بأهمية ما يقوم به ، يجعله يعمل كالحصان، وهو لا يتبع نظام الدوام الوظيفي ، بل يعمل الى حين نهاية ما يقوم به ، و يحاول جاهدا أن يرسخ تصوراته عن أهمية أهداف الفريق في أذهان أتباعه.
لا يشتكي من ألمه
القائد هو شخص أنهكته حمولة المسؤولية، الكل ينتظر منه، الكل متكئ عليه، يعيش ضغوطات نفسية ... وبرغم ذلك هو شخص هادئ جدا و لا يشتكي لأحد عن آلامه، ولا أحد يعرف أنه يتألم، لأنه يعلم أنه يُنظر إليه على أنه قدوة، فلا يجب أن تكون القدوة عرجاء، كم أنت عظيم أيها القائد!
الموازنة بين الصرامة والليونة
القائد في معاملته الأولى معك تشعر أنه شخص جدي و حازم نسبيا، تدرك أن الغش أو أساليب اللف والدوران لا تعمل معه، لا ينبهك ولكن يجعلك تستشعر ذلك.
القائد يعرف متى يعفو ومتى يعاقب بناء على تجربته، قد يعفو عنك في موقف تظن أنه سيعاقبك، و يعاقبك في موقف تظنه تافه وأنه سيعفو عنك، هذا لأنه يعرف قدر خطئك أكثر منك.
صاحب رؤية ثاقبة
القائد يرى ما لا يراه غيره، توقعاته صائبة في أغلب الأحوال، يربط ما يجري حوله بتجاربه السابقة فيخرج باستنتاج غالبا ما يكون صحيحا، لديه قوة تنبؤ غير طبيعية بما هو آتي، فيدون إفتراضاته في خطته و يضعها في الحسبان.
لا يخشى المخاطر
يقيم المخاطر جيدا، يضع خطته بناء على بحث طويل، خطة تظم جميع خطوات النجاح، ثم التدابير الإحتياطية للحد من الخسائر في حالة إذا لم ينجح. ولتنبيه القائد يخاطر ولا يقامر، الفرق بينهما أن المخاطرة قائمة على خطة مدروسة ممنهجة، والمقامرة قائمة الحظ.
صاحب علاقات كبيرة للغاية
في الحقيقة هذه النقطة هي أهم ما يمز القائد فعلا، فالقائد له شبكة من العلاقات واسعة جدا، تبدأ من ( شركته، مقر عمله ) ثم تمتد إلى أكثر الرجال/النساء أهمية ( كرجال الدولة: محامون / الشرطة / موظفوا الإدارات الحكومية ...، أو ما يتعلق بشركته: مصرفيون / تجار كبار / قانونيون / أصحاب المال والأعمال / سماسرة / مستشارون ... أو أشخاص آخرين: أطباء ودكاترة / أساتذة التعليم / مدربون ...) فهو يعرف قيمة العلاقات، ويدرك جيدا أن نجاحه مرهون بعلاقاته الواسعة، لذلك يكثر من حضور المناسبات ليتعرف على المزيد من الأشخاص المهمين.
لا يتوقف عن المعرفة أبدا
دائما يقرأ ويجدد معرفته، ويطلع على أحدث الأخبار التي تخص عمله، مطلع على جميع القوانين الحكومية بخصوص شركته (عمله)، مطلع على على العلوم الإدارية الحديثة والإستراتيجيات الفعالة، وكل ما له علاقة بأعماله ...
طيب ومتواضع
وأخيرا القائد صاحب شخصية قوية جدا، تشعر بالأمان والإطمئنان حين ترافقه، لأنك تثق به الى حد بعيد، حين تعتمد عليه تتيقن بأن المشكلة سوف تحل لاولاريب في ذلك، تواضعه يجعله يقف معك في أسوء ظروفك، ويتعامل معك معاملة شخصية بعيدة عن العمل.