نعيمة ايت ابراهيم: التعليم يا وجع القصيدة...

نعيمة ايت ابراهيم: التعليم يا وجع القصيدة... نعيمة ايت ابراهيم
كما قال نزار القباني بلقيس يا وجع القصيدة...
نحن الذين كنا البارحة نطالب بالإدماج المباشر في الوظيفة العمومية، عاد هذا الملف اليوم لكن بوجع آخر؛ وجع تسبب في نزول الآلاف من الشابات والشباب المقبلين على اجتياز مباراة توظيف الأساتذة ضمن الأطر النظامية للأكاديمية، "الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد"، إلى الشارع في ظرف قياسي بالعاصمة الرباط، ومجموعة من المدن المغربية كفاس وبني ملال وطنجة وتطوان... احتجاجا على شرط تحديد سن التوظيف في 30 سنة، التي اعتبروها طريقة لا دستورية ولا قانونية وإقصائية، ضاربة عرض الحائط مبادئ الدستور المتمثلة في الفصول 19 و 31 و 33، وتجاوزها لمرسوم رقم 349-02-2 الصادر في 27 جمادى الأولى 1423 أغسطس 2002؛ الذي حدد السن الأقصى للتوظيف ببعض أسلاك و درجات الإدارات العمومية والجماعات المحلية، احتجاج ينضاف إلى سلسلة الاحتجاجات التي سبقته عل قرارات أخرى كفرض جواز التلقيح...
وبعدما كان أيضا المجتمع المغربي يئن في صمت جراء غلاء الأسعار، كان الأمل في غد أفضل عند جل الأسر المغربية متمثلا في اجتياز بناتها وأبنائها لمباريات التعليم كفرصة الشغل والقضاء على البطالة، والمتأمل الجيد لهذا الأمر سيلحظ أن أمل هذه الأسر قد تجاوز أبناءها الثلاثين من أعمارهم وأصغرهم تقريبا على مشارفها، فجاء هذا الرفض لتضيقه فرصة انقاد ما تبقى في عنق الزجاجة، وباعتباره دعما لخوصصة التعليم، ولاعتبارات أخرى أيضا... أو بالأحرى لأوجاع أخرى...
نحن اليوم نشهد احتضار القصيدة؛ وبث الروح فيها من جديد لن يأتي إلا بتغيير حقيقي وجدري في منظومة التعليم في بلادنا والتي تعرف فشلا ذريعا على كافة المستويات... فهذا هو الوجع الحقيقي.
 
نعيمة ايت ابراهيم، كاتبة فرع الحزب الاشتراكي الموحد بتطوان