سعيد بدر: الدخلاء على المهن ناقوس.. خطر

سعيد بدر: الدخلاء على المهن ناقوس.. خطر سعيد بدر
نجد في كل المجالات دخلاء على المهن، فهم معاول هدم في المجتمع، في عصر العلم والتقدم العلمي، بل عصر التخصص الدقيق، ولذلك أصبحنا نتذيل القوائم العالمية في جميع المستويات  الدينية والصحية والتعليمية والاقتصادية والإدارية والاجتماعية... إلخ فمثلا في مجال الصيدلة نجد البعض  ممن يصف الدواء ويشخص وهو بدون دبلوم او  مساعد صيدلي  ؛وقد يكون  حاصلا على الإعدادي أو على أقل، ونجد مقاولا فيه المهندس والمعماري ويفهم  في  الكهرباء والاتصالات.. دون احترام الاختصاصات ، ونجد كذلك جيلا جديدا حاصلا خلال دورتين في أسبوعين من التكوين وأصبح  يسمي نفسه مدرب تنمية بشرية!!، وكذلك  الشأن بالنسبة  لحاصل على  إجازة  في التاريخ وأصبح مدرس إنجليزي!!، وينطبق الأمر على  من  يلعب الكرة أو أي نوع من أنواع الرياضة وقام  بدورة في أسبوع وأصبح مدرب رياضي والشباب وهو لا يعرف شيئا عن الجسم البشري فسيولوجيا وتشريحيا وبيولوجيا أو سلوكيا ولا يعرف حتى  معنى الفروق الفردية أو مراحل النمو.. إلخ، وكذلك  الميكانيكي رغم  براعته في الإصلاح والذي تعلم على يد المعلم، لكنه لا يعرف عن النظريات أو الأسس العلمية التي  تجعل من السيارة أداة آمنة على الطريق، وأصحاب الدكتوراه في عدة مجالات كالذي يخلط حقن مع بعضها، وهو لا يعرف أن المواد الكيميائية مع بعضها يمكن أن تسبب كوارث وتؤدي إلى الوفاة.
يا سادة في عصر العلم للأسف نعتمد على البهرجة، كما نجد من قرأ كتاب في نواقض الوضوء أصبح داعية إسلامي ومرشدا دينيا يفتي في كل شيء دون العلم بعلوم الدين وفقه المعاملات،  وأصبح التشدد والمغالاة في الدين بدون علم تصنع إرهابيين، وفي مجال الإدارة مازلنا نعتمد على نظرية رئيس القبيلة الذي تكون له مواصفات في الطول والقوة  والصوت العالي ويخافه الناس، وكذلك مديري المؤسسات ولا أعمم دائما، أصبح الفاسد هو الأقرب والأنسب لتولي المناصب من مبدأ الفاسد يجلب الأفسد منه، وعلى مستوى الوزارات والمؤسسات  نجد من يدير بعضها ليس له أي إلمام أو دراية بها بل نزل  إليها نزيلا،، ولهذا نجد المردودية والفعالية شبه غائبة ، فعشنا بين الفساد والتسيب  الإداري  فتذيلنا القوائم الدولية والعالمية في بعض المجالات والمؤشرات.
 ولأن المنظومة أصبحت فاسدة فأصبح هناك تدنى في مستويات الخدمة المقدمة للمواطن، والوطن هو الذي يدفع  ثمن تخلفنا!!
 ولهذا أقول يجب أن  نفرق بين الصنايعي والمهني.
 وكما أن لكل صنعة صناعها، فلكل مهنة علماؤها، وحان الوقت من أجل رد الاعتبار للمؤسسات بكل شتى تلويناتها من أجل التغيير البناء؛ ولهذا من الضروري أن  يركز الوطن في مختلف الاستراتيجيات على القوانين والقرارات عند تقرير المشاريع والإنجازات التي ستقدم من أجل تنمية مستدامة وشاملة.
 وتحية  لكل الغيورين والمخلصين في مهامهم والذي يجعلون المصلحة العامة هي الأساس والترافع اليومي عن هموم ومشاكل المواطن والوطن أولى من كل مصلحة شخصية.