هل يستطيع الوزير بنموسى زيارة أسوأ ثانوية تأهيلية بفاس؟!

هل يستطيع الوزير بنموسى زيارة أسوأ ثانوية تأهيلية بفاس؟! الثانوية التأهيلية الجاحظ
لا يجادل أحد في كون الثانوية التأهيلية الجاحظ، إحدى أسوأ المؤسسات التعليمية بمديرية فاس. ويرجع ذلك لموقعها الذي يفتقر لأبسط خصائص المدرسة العمومية. فمن قرر بناء هذه المؤسسة بإحدى الحفر بحي المصلى عين قادوس، والتي كانت سوقا للجمال في سبعينيات القرن الماضي. لم يخطر بباله أنه سيجازف بصحة و أمن و سلامة أجيال عديدة من المتعلمين بالعاصمة العلمية.
 
إضافة لموقعها الجغرافي الخطير والهامشي تعتبر ثانوية الجاحظ بموقعها البشع مرتعا للمجرمين والمنحرفين من قطاع الطرق والنشالين والمتحرشين. إذ تقع المؤسسة وسط حي صناعي عشوائي خاص بالنجارة ومختلف الحرف تطل بناياته الصفيحية و نوافذه، مباشرة على الساحة و الحجرات.
 
بحيث يكون طيلة أيام الأسبوع مصدرا لكم هائل من الغبار والضجيج، مما يؤثر سلبا على مردودية المتعلمين والأساتذة، وخطرا على صحتهم وسلامتهم النفسية والبدنية، وعرقلة للسير العادي للعملية التعليمية التعلمية. و هو ما يجعل من المؤسسة ملحقة لحي صناعي عشوائي، ونقطة سوداء تتحمل مسؤوليتها الوزارة الوصية والمديرية الإقليمية بفاس.
 
هذا وتجدر الإشارة إلى أن الكثير من المتعلمين والمرتفقين كانوا ولا يزالون ضحية لسلسلة من الاعتداءات والسرقات أمام باب المؤسسة وفي واضحة النهار، خاصة في الفترة المسائية. حيث يفتقر موقع المؤسسة لأعمدة الإنارة التي يمكن أن تضيء محيط المؤسسة الموحش و الخالي مما يضطر العديد من الأمهات والآباء إلى مرافقة بناتهم و أبنائهم لباب المؤسسة طيلة الموسم الدراسي.
 
هذا وقد سبق للأساتذة تنظيم وقفات احتجاجية لإثارة انتباه المسؤولين للوضع الكارثي لهذه المؤسسة، دون أن يلقى ذلك آذانا صاغية. علما أن المؤسسة عرفت العديد من السرقات استهدفت القاعة المتعددة الوسائط و بعض ممتلكات المؤسسة المنكوبة في الموسم الدراسي المنصرم و الحالي. هذا دون أن ننسى هجوم الغرباء على المرافق الرياضية، والذين لم يعودوا للأسف غرباء عن فضاء الثانوية التأهيلية. بل إن قاعات الدرس أصبحت ملاذا للمشردين، للمبيت وممارسة الرذيلة ومعاقرة الخمر و تعاطي المخدرات ليلا.
 
في ذات السياق تفتقر المؤسسة لطريق صالحة للراجلين والسيارات، مما يجعل سيارات الأجرة ترفض نقل العاملين والمرتفقين إلى باب الثانوية. ويتأزم الوضع خلال فصل الشتاء، حيث يصبح محيط المؤسسة غارقا في برك من المياه يحفها الظلام الدامس يعرض المتعلمين والعاملين بالمؤسسة إلى العديد من الأخطار.
 
هذا، وقد سخر أحد العاملين بالمؤسسة على ما قام به أحد المسؤولين الذي اختزل مأساة الجاحظ في بناء ما يشبه نافورة تافهة بساحة المؤسسة الضيقة زادت الطين بلة، لما تسببه من عرقلة لحركة المتعلمين والأساتذة، لا بل وهدرا للمال العام. إن المؤسسة ليست بحاجة لنافورة تافهة، بل إلى تعاطي جدي ومسؤول من طرف القائمين على الشأن التعليمي الجهوي والإقليمي بفاس، يرقى بها الى فضاء تربوي حقيقي يليق بآدمية فلذات أكبادنا ويحترم إنسانيتهم. فالجاحظ بكل ما تعانيه من مشاكل، تفتقر إلى أبسط الشروط التربوية، كمكتبة والربط بالشبكة العنكبوتية، ومستودعات الملابس الخاصة بالمتعلمين خلال حصص التربية البدنية ومراحيض تستجيب لمعايير السلامة الصحية....
 
ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه، في ظل هذا الوضع المزري، هل يستطيع الوزير بنموسى أو أي مسؤول مركزي آخر، أن يزور هذه المؤسسة بسيارته الرسمية أو الخاصة إن استطاع إلى ذلك سبيلا، وذلك على غرار باقي المؤسسات التي تفقدها فور تعيينه وزيرا للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة؟ للوقوف عن كثب على وضعية "الجاحظ"، لتدشين النافورة مثلا؟! أو فتح القاعة متعددة الوسائط المغلقة بقرار من رئيس المؤسسة في ضرب صريح للقوانين الجاري بها العمل.