خالد أخازي: ربط الجودة بالسن خرافة يا فنيق الدولة.. هات برهانك!

خالد أخازي: ربط الجودة بالسن خرافة يا فنيق الدولة.. هات برهانك! خالد أخازي

حينما حط فنيق الدولة بسلام، الذي يحلق من رماده كلما نودي عليه، بن موسى سندباد النموذج الذي استمع للجميع حتى الأطفال وأبناء الزعماء والأصهار وبنات النبلاء، أقول حينما حط الرحال بوزارة التعليم التي أضيفت لها الرياضة، ولما لا وبن موسى عداء المسافات الطويلة وقد خبر كل الماراثونات الحكومية الأخيرة، وربما هناك حكيم خفي أراد أن يجمع كل أشكال التعليم في وزارة واحدة واختلطت عليه رياض الأطفال بالرياضة، وكان الأحرى والمستساغ ضم الشباب والثقافة للتعليم على الأقل هناك تقاطعات كبرى... ما علينا... حكماء البلد الذين ألحقوا الرياضة بالتعليم هم أدرى بما لا نعلم في علم ما اتصل وانفصل في تدبير الغلل والملل والقلل والعلل..

 

حط سندباد الدولة الشهير، بعدما تخلص من شاربه الرقيق، وودع الرفيق كريم التازي، والصديق والحليف والطريف، وشلة الخبراء والعلماء جهابذة الدهاء في إظهار الوفاء لأولياء النعم والرفاه، وبقية من فتيل فتنة علهم يخجلون... كما خجل الصبار والنبار والعطار شعراء وكتاب ومفكرو الأمراء في بلدان الثراء...

 

وهل خجل بنكيران وهو من المؤلفة جيوبهم.... حتى صار كبير الكهان في زمن الهذيان...

 

حط بن موسى فنيق الدولة الشهير بشارب دقيق لا يليق إلا بفتوحات شان إليزي حط والحط عنده مألوف ومأمول... في جزيرة وزارة الأسرار والألغاز... وزارة ... أجمل ما فيها... كل وزير له الحق في تسفيه سابقه، وكل وزير له الحق في تنزيل هوسه أو حلمه، وكثير من الحواريين فيهم الصادق والطالح، لا دور لهم غير التثمين والتصفيق والتلفيق والتحديق..

 

حط حطته... ومن عادة الفنيق أن يحرق أولا ما حوله، ثم يشرب بعنقه ليرى الأحياء أنه الآتي دوما من رماد الفانين...

 

فأحرق أوراق أمزازي...

وأقسم أن يعيد عداد اللعبة إلى الصفر..

وليكن فهو السندباد العجيب... والفنيق الذي لا يموت...

له خارطة طريق...

وتوجه جديد...

ورؤية ورؤيا ومنامة وحكامة وحصانة...

لا تنسوا أنه الفنيق صاحب الشارب الرقيق... الذي طوى سجادة السندباد وقرر حل مشاكل العباد في جزيرة الطباشير والحرافيش والوطاويط والعفاريت....

مرحبا....

كل شيء رماد يا من تخرج من الرماد...

دعوت النقابات...

مرحى بالوجوه الجميلة... بالكلام والناب والغاب...

آه... كم نفتقدك يا أمزازي...

ألم أقل لك يوما إن وزراء التعليم يعيشون فقط في ذاكرة رجال ونساء التربية... فلا تتردد في الانتصار لهم...؟

ها أنت في نظر عمي بنموسى كنت بلا خارطة عمل ولا.... ولا..... ولا.....

وحواريو الأمس يشهدون أنه على حق وأنك الباطل المبطل....

لا تحزن... فالناس عباد كراسي.... فحين غادرك الكرسي... تفرق عنك الصحب وجوقة "زمنك زمن الانجازات"...

عمي بنموسى الذي منذ سنة كان سندباد الدولة... يستمع للجميع ويدون حتى الزعيق والنقيق....

ويجالس ورثة الزعماء ووارثي أسرار رؤساء بعض الأحزاب...

هل له أن يسمعنا اليوم...؟

ربط الجودة بالسن في التعليم خرافة....

وإلا كان في مكانك أنت من هو أصغر منك... وحدق جيدا في العالم الذي حولك...

لن تجد غير الشيوخ ومن وهن عظمه وما وهن نابه...

ربط الجودة بالسن... جهل لواقع الأسر المغربية، وتركيبة المجتمع المغربي...

نحن مجتمع نشيخ...؟

فلا ترم بأبنائنا وبناتنا من تجاوزا الثلاثين قهرا إلى منافي جديدة...؟

 

الجودة مرتبطة بتحسين الوضع المادي للمدرسين... ومحاربة الفساد والريع... والقطع مع ثقافة المنصب للقريب والموصى به... والموصى له.... المناصب ريع وغبن وقهر....

كن يا بن موسى مرنا... ليليق بك قطاع الرياضة...

اسحب شرط السن...

فهو ولعمري فتيل لإضرام نار تلهيك عما جئت من أجله..

فاحذر فهناك من في صالحه أن تتلهى بالأزمات تلو الأزمات... فيصنع لك التوترات في لباس الفتوحات....

تقدم خطوة...

واِنه ما جمده مهند الحكومة السابقة قاهر العثماني حارس الثلاجات.. قاطن باريس..

إما أن تكون أو لا تكون...؟

لا عيب أن تلغي كل ما أوهموك أنه جزء من النموذج التنموي..

فهم يجيدون إسكار غرور الكبار بلغة موليير وباسكال...

لا تتردد...

فعيب أن تربط الجودة بالسن...

كان شعبك" سمنا"

أو قارورة نبيذ غالية...

وعيب أن تصرح أن الأمر ليس توظيفا بلا تكوينا وكل الأكاديميات أشهرتها كمناصب....

عد لرشدك... فعملية إلهائك عن العفن انطلقت بصناعة الفتن...

 

خالد أخازي، روائي وإعلامي