فنانات يحولن شاشات مواقع التواصل للتباهي بالصدور والأرداف

فنانات يحولن شاشات مواقع التواصل للتباهي بالصدور والأرداف أجساد الفنانات أضحت هي المستهلكة في الأغاني والكليبات

يسجل متتبعو وسائل التواصل الاجتماعي نوعا من الانحراف الخاص بسلوك بعض الفنانات المغربيات اللواتي حولن شاشات الأنستغرام والفيس بوك والصناب شات وغيره إلى معارض يومية للتفاهة، أي إلى "روتين" يومي باسل عوض استثمار تلك الوسائل لخدمة أهداف أكثر نبلا خاصة أن بعضهن يحظى بسمعة مدوية على الصعيدين الوطني والعربي.

 

هؤلاء الفنانات جعلن من صفحاتهن معرضا للتنافس التافه حول أنواع المحفظات اليدوية والقفاطين وبذلات السباحة، بل الأكثر من ذلك أنهن صرن يتنافسن حول نتائج عملهن حول تكبير الصدور والشفاه والمؤخرات وتقويم الأسنان وأشكال تصفيف الشعر، وحول كل أنماط الرقص في المهرجانات والحفلات الخاصة، مع ما يصحب ذلك من تعمد إبراز أنواع التبذير المادي والإسراف المبالغ فيه في اقتناء الكماليات.

 

قد يقول قائل إن ذلك اختيار شخصي ولا يهم إلا صاحبه، وقد نتفق مع هذا القائل لو ظلت تلك التفاهة أمرا شخصيا، أما وأنها تعرض على العموم، وتواكب بإعجاب المتتبعين وتقاسمهم للصور، ولمشاهد التباهي بالصدور والأرداف المكبرة فذلك صار شانا عاما، خاصة أنها تجري في ظرف استثنائي لم يرفع فيه الحجر الصحي الكامل إلا مؤخرا، الحجر الذي لا تزال فئات واسعة من المواطنين تعاني من تبعاته الاجتماعية الصعبة، ولا تزال أسر مكلومة بفعل من فقدوا من جراء الجائحة، علما بأن جل هؤلاء الفنانات ينتمين أصلا إلى الأوساط الشعبية، ويعرفن معنى الحياة وقساوتها والحاجة فيها، في مثل هذه الظروف، إلى قيم التواضع والتكافل والتآزر، لكنهن هنا يبدين مستسلمات لإغراءات الإشهار والرفع من نسب المشاهدة فقط.

 

المقلق كذلك أن ما تتوفر عليه هؤلاء الفنانات من صيت وتأثير في أوساط الشباب والنساء كان يمكن أن يوظف في خدمة مهام نبيلة، في تنظيم حملات اجتماعية لإسناد ضحايا كورونا من المحتاجين مثلا، أو على الأقل للإسهام في مزيد من التحسيس بضرورة الاستمرار في اتخاذ الإجراءات الوقائية لتفادي الآثار القبيحة للوباء. ويمكن أن يكون لهؤلاء الفنانات دور أكثر رقيا لو ربطن تألقهم بتألق دورهن الاجتماعي كالمبادرة بدعم العمل الخيري والإنساني بمختلف أوجهه.

 

هنا يحق التنافس، وهناك يكون الفنان جديرا بصفته، وبنبل الرسالة المفروض أن يضطلع بها اليوم...