أكد سفير الملك في جنوب إفريقيا، يوسف العمراني على مدى وعمق الروابط التي توحد الأفارقة من المسلمين عبر القارة، ومكانتها في بناء هوية تتجاوز الحدود والخلافات.
في كلمة ألقاها خلال افتتاح مسجد هامانسكرال في بريتوريا، تحدث العمراني بهذه المناسبة عن القيمة الرمزية لتخليد المغاربة للذكرى 46 للمسيرة الخضراء، حدث تاريخي ملهم من قيم السلام والتسامح والحرية المتأصلة في الهوية الإسلامية.
كما لفت السفير العمراني الانتباه إلى أهمية القيم الإسلامية في بناء إفريقيا موحدة تخدم تطلعات شعوبها. ولهذا كان المغرب يسعى دوما إلى الحفاظ على التعاليم الأصيلة للدين الإسلامي، وهو دور يستمر حتى يومنا هذا من قبل الملك محمد السادس، أمير المؤمنين.
هذا وقد ذكر السفير أن القيم الإسلامية السمحاء طالما جمعت وقربت بين الشعوب والأمم حول مُثُل تتجاوز خصوصيات الهوية لتوحد المجتمع الاسلامي حول طموحات مشتركة.
بهذا المعنى، فإن الإسلام يحض على التضامن القائم على المبادئ العالمية الثابتة للمساواة والأخوة بين الشعوب. بعبارة أخرى، تتمتع القيم الدينية بصدى أكثر وضوحًا في سياق عالمي حيث لا تكون الوحدة تعبيرًا عن الإيمان فحسب، بل تعبر أيضًا عن الإيثار.
لقد أدركت إفريقيا وهي تتجه نحو نهوضها مزايا إدراج هذه القيم في بناء مشروع قاري طموح يهدف إلى اندماج أكثر وضوحا، سواء في المجالات الدينية أو الاقتصادية أو الثقافية أو العلمية.
كما رفع الشيخ مولاي مرتضى البومصولي من الطريقة القادرية الشاذلية الدرقاوية الصوفية، المتواجد في جنوب إفريقيا بمناسبة إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف، أكف الضراعة داعيا الله عز وجل أن يمد جلالة الملك بالنصر والتوفيق لما يصلح به الأمة الإسلامية.
كما أشار الشيخ البومصولي، وهو يترأس خطبة الجمعة الأولى في مسجد هامانسكرال التي أقيمت حسب التقليد المغربي الأصيل، إلى سياق المسيرة الخضراء ورمزيتها العميقة، بما تحمل في طياتها من رسالة للسلام والشجاعة والتصميم، وفق التعاليم والتقاليد المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم.