من المن إلى التهديد.. ضرر مصطفى بنحمزة يلاحق أبناء الفقيه المربح التازي!

من المن إلى التهديد.. ضرر مصطفى بنحمزة يلاحق أبناء الفقيه المربح التازي! الفقيد محمد المربح (يمينا) ومصطفى بنحمزة

ما نشرته "أنفاس بريس" من درر في شأن رحيل فقيه السمت المغربي، علما وسلوكا، الشريف سيدي محمد المربح المعروف بالفقيه التازي، ما زال يثير تفاعلات في أوساط أهل وجدة. وقد أثار هذه المرة، مقال: "أبناء العلامة المربح التازي في مواجهة إساءات مصطفى بنحمزة الأصولية!"، تفاعلات، تنبئ بمنعطف آخر، قد لا يتم ضبط وتيرته المنتظرة.

 

هذا المقال جعل أتباع بنحمزة يرددون على لسانه، بما مفاده أن أبناء المربح مازالوا يتحرشون به رغم أنه قدم لهم التعزية. وتداول معنى هذا المن انتهى إلى علم أبناء الفقيد، فكان أن أعلن ابنه عبد الإله على جداره بالفايسبوك، مكتوبا جاء فيه: "السلام عليكم ورحمة الله. هذا مال قدره 5000 درهم، شكر الله سعي من أنفق هذا المال وأرسله لوالدتي. أدعو الله أن يجازي أصحاب هذا المعروف خيرا، ويجعل أجرهم في ميزان حسناتهم. ارتأيت أن يعطى هذا المال لمن هو أحق به منا"، مصحوبا بصورة للمبلغ المذكور.

 

وتبتدئ الحكاية في هذه الحلقة، من كون بنحمزة بعث مع اقتراب أربعينية الفقيد بهذا المبلغ لأرملة المرحوم. لكن أبناء الفقيد لم يتصرفوا فيه، لاعتبارات خاصة، في انتظار مرور الأربعين. وكانت نيتهم تتجه إلى صرف ذلك المبلغ في أوجه الإحسان، وبذلك يتحقق قصد بنحمزة وقصدهم. لكن تعبير بنحمزة عن المن، جعلهم يسارعون إلى إرجاعه إليه، مما أغضبه، فاستدعى أحد أبناء الفقيد للمجلس العلمي وبحضور أعضاء المجلس وبعض القيمين الدينيين، حيث كان حاصل هذا الاستدعاء، التهديد باللجوء إلى القضاء بدعوى القذف في أهلية عالم، حسب ما رشح من المقربين لبنحمزة.

 

هذا الانزلاق هذه المرة من المن إلى التهديد -وهو موضع استنكار قطاع واسع من المتتبعين في وجدة- يستدعي وقفة خاصة، حرصا على سمو مقام العلماء :

 

أولا: من آفة الأستاذ بنحمزة، أنه غير كتوم. فهو يستهويه أن يقص عنترياته، على من حوله في مجمع أتباعه، يحكي وبنزوعه الاستعراضي، عنترياته في مواجهة منتقديه، واليسار، والسلطة، وعنترياته في أدائه داخل مؤسسات المجلس الاقتصادي والاجتماعي، وفي المجلس العلمي الأعلى، وفي علاقته بوزارة الأوقاف. فيروي عنه هؤلاء الأتباع من باب الزهو والافتخار بشيخهم الذي هو حسب مظنونهم فيه على نهج "مطيع"، ما بدل تبديلا.. وأكيد أن هذه الخفة، لن يتم السكوت عنها من بعض المتضررين منها.

 

ثانيا: إن بنحمزة في باب الإحسان، لا ينفق من جيبه. فهو ما يجمعه باسم القرآن، لا يتم صرفه كله من أجل القرآن. بل يتم كذلك لخدمة منظومة التمكين الأصولي، وخلق شبكة الحواريين والمنتفعين، ونسج العلاقات العامة في الصحافة والجامعة والسلطة والقضاء من خلال "فعاليات" ملغومة.. وهذا ما يفسر تسرعه في تهديد أبناء الفقيد. وهو تهديد أجوف يذكرنا بثقافة عهد ولى، لن ينفع في العهد الجديد.

 

ثالثا: إن هذا التهديد وقد تم في فضاء المجلس العلمي يطرح تساؤلات حول وظيفة المؤسسة العلمية، وهي تتنكب معانقة قيم الرحمة والتسامح والمحبة والإرشاد والتوجيه، بتكريس نزوعات الانتقام. خاصة وأن الأستاذ بنحمزة كان دائما يتبجح بمعالجة المشاكل الأسرية والصلح بين المتخاصمين دون اللجوء إلى القضاء. لكن شتان بين القول والفعل؛ حيث تعري الممارسة زيف خطابات التمويه الأصولي.

 

رابعا: مع الأسف سقط بنحمزة في الانتقال من الخلاف في التوجهات، بينه وبين الفقيه المربح وأبنائه، إلى خلاف شخصي، لم يتورع فيه بنحمزة في الخطبة لابنه، على خطبة الفقيد لإبنه -وقد تم فيها تبادل الهدايا وقراءة الفاتحة- في انتظار عقد الصداق. حيث ظهر لحد الآن أن خطبة بنحمزة، وهي خارجة عن أصول الشرع والعرف، هي فقط للانتقام من ابن الفقيد، الذي كان ينتقد "عالم" المضاربات العقارية. وعلى بنحمزة الآن الوفاء بخطبته، وقد حصل المحظور، حتى لا يلحق ضررا آخر بالمخطوبة المعلقة الآن، بعد أن ألحق الضرر بابن الفقيد.

 

إن الأستاذ بنحمزة يواجه امتحانا صعبا وقد تقدم به العمر، فهل يتوب إلى الله تعالى؟ خصوصا وأن العديد من النخب بدأت تنفض من حوله لغلظته وتشنجه، واستصغاره للآخر...

 

وفي انتظار رشده، يبقى من صميم قيم التدين لمن لحقه الظلم، التأسى بقوله تعالى: "لاَّ يُحِبُّ ٱللَّهُ ٱلْجَهْرَ بِٱلسُّوٓءِ مِنَ ٱلْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ. وَكَانَ ٱللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا".