محمد بوبكري: جنرالات الجزائر مجرد راقصة سياسية تخفي وجهها

محمد بوبكري: جنرالات الجزائر مجرد راقصة سياسية تخفي وجهها محمد بوبكري
تؤكد مختلف الأحداث جبن الجنرالات الناجم عن عدم وضوحهم ودسائسهم، ويتجلى ذلك في مواقف "رمطان لعمامرة" خادم جنرالاته، حيث كان يصرح باستمرار إن مسألة تجريد إسرائيل من عضوية ملاحظ في الاتحاد الأفريقي هي قضية محسومة، كما قام بزيارة دول أفريقية سعيا إلى توفير مساندة أفريقية لموقفه هذا. وكعادته، التي ورثها عن "عبد العزيز بوتفليقة"، فقد حمل حقائب مليئة بالدولار بهدف شراء ذمم قلة من الدول الأفريقية من أجل مساندة موقف حكام الجزائر حين انعقاد المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي، كما قدم التزامات كثيرة لبعض الدول الأخرى بتزويدها بالغاز مجانا مقابل مساندتها لموقف الجزائر، مع أن أغلبية الشعب الجزائري تعاني من سياسة التجويع التي ينهجها حكام الجزائر، كما أن الجزائريين يصطفون في طوابير لاقتناء قوارير الغاز في بلد يصدر الغاز، هذا فضلا عن معاناتهم من ندرة المواد الغذائية والأدوية وارتفاع أسعارها…
ولما انعقد المجلس التنفيذي للاتحاد الأفريقي الأخير بـ "أديس أبابا" في يومي الرابع عشر والخامس عشر من شهر اكتوبر، توارى "لعمامرة" إلى الخلف، ولم يتجرأ على تقديم طلب لتقرير تجريد إسرائيل من عضوية ملاحظ في الاتحاد الأفريقي، لكنه طلب من ممثل دولة "نيجيريا" القيام بذلك عوضا عنه. هكذا، يتأكد جبن حكام الجزائر، لأنهم تعودوا على تكليف من يخوض المعارك باسمهم نيابة عنهم، ما يفيد أن كلامهم القائل، إنهم صاروا قوة إقليمية ضارية، هو مجرد وهم وكلام فارغ، خال من أي معنى، لأنهم لا يمتلكون أي جرأة على الجهر بأمور، عكس ما يفعلون في الخفاء، الأمر الذي يؤكد جبنهم وتحايلهم ومكرهم. هكذا، فإن حكام الجزائر لا يمتلكون أي جرأة على الوضوح والشفافية، حيث يرفضون الكشف عن وجههم الحقيقي علنا، لأنهم يعملون بمنطق الدسائس والمؤامرات، ما جعل العالم يرفضهم، ولا يثق بادعاءاتهم وافتراءاتهم، لأن من يعتمد منطق الدسائس ليست له أي قيم ولا أخلاق، ولا يستطيع تحقيق أهدافه، حيث سينكشف امره، الأمر الذي يشكل عائقا في وجه وصوله إلى تحقيق غاياته، فيفشل في تحويل مبتغاه إلى واقع… هكذا صار جنرالات الجزائر في أعين الرأي العام الدولي مجرد راقصة تخفي وجهها…
ويرى خبراء دوليون في الشأن الجزائري أن منطق "لعمامرة" هذا، هو مجرد استنتاج للأسلوب المعتمد من قبل جنرالات الجزائر تجاه المغرب، حيث لم يتوقفوا عن توظيف مليشيات "البوليساريو" لخوض معارك بالوكالة ضد المغرب، علما أن المغرب يعي دوما أنه كان يخوض معارك مع حكام الجزائر الذين لا علاقة لهم بالشعب الجزائري الشقيق، الذي هم مستمرون في الاعتداء عليه عبر تجويعه وتسليط مختلف أساليب القمع عليه، ويسعون إلى شق صفوفه، لأنهم يخوضون حربا ضروسا مستمرة ضد الأمازيغ الأحرار، الذين عبروا مرارا، وبشتى الأساليب، عن رفضهم لحكام الجزائر، وطالبوا بحق شعب "القبايل" في تقرير مصيره، كما قامت بالشيء نفسه مناطق عديدة أخرى، ما يؤكد أن الجنرالات يزرعون بذور تفتيت الجزائر، ما جعل افتراءاتهم على الدول الأجنبية بوقوفها وراء الحراك. أمرًا باطلا لا يثق به أحد، كما أن رمي الجنرالات لحركتي "الماك" و"رشاد " بـ"الإرهاب" لم يكن له أي صدى في العالم، حيث استنكره الجميع.
وتعبيرا عن حقدهم على المغرب، فقد استمروا في الافتراء عليه، حيث اتهموه مؤخرا بأنه هو السبب في الفيضانات التي عرفتها الجزائر. هكذا، فقد تبخرت ادعاءات جنرالات الجزائر في الفضاء، وتأكد جنونهم المرضي، الأمر الذي خلف سخرية منهم ورفضا لهم في مختلف الأوساط الدولية.
واستمرارا لمنطق البحث عن وكلاء لخوض معارك بالنيابة عنهم، نجد اليوم أن وسائل الإعلام التابعة للجنرال "خالد نزار" بدأت تتحدث عن أن الجنرالات يريدون إعادة إعمار المناطق العازلة بين المغرب والجزائر بمساعدة روسيا. ويعني هذا الكلام أن الجزائر قد صارت عاجزة عن مواجهة المغرب، ما جعلها تلجأ، كعادتها، إلى الاحتماء بالآخر، ا لأمر الذي يؤكد ان ادعاء كل من "عبد المجيد تبون" وجنرالاته عن أنهم أصبحوا قوة ضاربة، هو مجرد كلام فارغ صار أصحابه عاجزين عن التدليل على صحته، عبر تقديم حجج ملموسة عل صحته.
هكذا فإن هؤلاء الجنرالات لا يعلمون أن المغرب لما قرر تشييد الجدار العازل، لصد توغلات الجماعات الإرهابية ومليشيات "البوليساريو" في التراب المغربي، أراد احترام القانون الدولي، لأن تشييد هذا الجدار العازل، كان يقتضي تقنيا، حماية عملية البناء هذه، بطائرات عسكرية مغربية، ما جعله يعمل على تجنب اختراق المجال الجوي لجيرانه، الأمر الذي يدل على أن المرحوم الحسن الثاني، كان متشبثا باحترام قيم الجوار، ما جعله يترك هذه الأرض العازلة، لأن الظروف التقنية والثانوية لبناء الجدار العازل كانت تقتضي ذلك. أضف إلى ذلك أن الجنرالات ليسوا على علم بأن المغرب قد قرر الدخول إلى هذه المنطقة العازلة، حيث لن يترك لأحد فرصة الدخول إليها. وإذا فكر جنرالات الجزائر في الدخول إليها بمساعدة أي كان، فإنهم سيمنون بهزيمة نكراء، لأن المعرب مستعد لكل الاحتمالات دفاعا عن أرضه ووحدته الترابية، ويعي أن افتعال مشكل الصحراء المغربية كان الهدف منه، في البداية، صرف المغرب عن المطالبة باسترجاع صحرائه الشرقية، علما أن المغرب عازم على عدم السماح في أية حبة من ترابه، أو أي قطرة ماء من مياه بحاره المحيطة به، وسيسترجع كل الأراضي التي اغتصبها المستعمرون منه، وضموها إلى الجزائر وإسبانيا. لذلك، فإذا امتلك جنرالات الجزائر الشجاعة لدخول الأراضي المغربية العازلة، فإنهم سيلقون حتفهم لا محالة قبل دخولها.
خلاصة القول، لقد افتعل "هواري بومدين" مشكلة الصحراء المغربية لينسينا المطالبة باسترجاع الصحراء الشرقية، وكان يرغب من وراء ذلك عرقلة تنمية المغرب وتقدمه، بهدف إضعافه، وتوفير الشروط لفصل الصحراء المغربية عن مغربها بغية ضمها بعد ذلك إلى الجزائر. وللتدليل على هذه النزعة التوسعية المتأصلة في نفوس حكام الجزائر، فقد تحول كل من "عبد العزيز بوتفليقة." وتلميذه "رمطان لعمامرة" إلى وزيرين لخارجية "البوليساريو"، حيث إن وزير خارجية العسكر الجزائري هو وزير خارجية مليشيات "البوليساريو"، إذ لا فرق بينهما. كما أن الخزينة المركزية الجزائرية هي خزينة ميلشيات "البوليساريو"، ما أفقر الشعب الجزائري، الذي صار يعي ذلك جيدا، فلم يعد يؤمن بالشعارات الجوفاء الكاذبة لجنرالات الجزائر، الذين يدعون تمسكهم بالمبادئ، لكنهم يفعلون ذلك فقط من أجل نهب أموال الشعب الجزائري والتوسع على حساب الجيران بهدف السطو على خيراتهم، خدمة لقوى إمبريالية جديدة
علاوة على ذلك، فإن النزعة التوسعية لجنرالات الجزائر لا تستهدف المغرب فقط، بل يسيل لعابهم على كل جيرانهم، حيث يحلمون بالاستيلاء على موريتانيا، وجزء من الأراضي التونسية والليبية. وللتدليل على ما نقول، فقد لجأ جنرالات الجزائر إلى تأسيس جماعات إرهابية وتمويلها، ما مكنهم من خلق الفتن في مالي، الأمر الذي مكنهم من استقدام مرتزقة جماعة "فاغنر" إلى هذا البلد، وبعد ذلك خلقوا شروطا لدخول روسيا إليه، حيث بدأت عملها هناك باستغلال مناجم الذهب في دولة "مالي" الشقيقة. ولن يتوقف الأمر عند "مالي"، حيث سيمتد إلى كل دول الساحل، وجنوب الصحراء. وهذا ما سيضع حكام الجزائر على شفى حفرة جهنم. ومادام حكام الجزائر مستمرين في التشبث بغزو جيرانهم، فإنهم صاروا ينهجون أسلوب صدام حسين عندما قرر غزو الكويت، ما يؤكد أنهم لم يستفيدوا من دروس التاريخ القريب، حيث انفض العالم من حولهم، ما يشكل تمهيدا لقيام المنتظم الدولي بفرض حصار أممي عليهم.