النقل المدرسي.. "البزولة" التي يصعب فطام من ألف ريعها

النقل المدرسي.. "البزولة" التي يصعب فطام من ألف ريعها حشر فلذات الكبد والإسراع بنقلهم إلى المدارس والرجوع فورا لحشر الباقي

مع كل موسم دراسي تنتصب أسئلة حارقة تندرج ضمن اختلالات المنظومة التعليمية التي يعرفها حقل التربية والتعليم منذ سنوات ومن بين أهم هذه الأسئلة، سؤال النقل المدرسي الذي تحول إلى "بَزُّولَةْ" يصعب فطام من ألف ريعها في زمن التغني بالإصلاح.

 

مشاهد مقززة تخدش صورة الطفولة "المغتصبة" التي يتم تكديسها مثل علب السردين على متن شاحنة نقل السلع، دون إحساس بالجريمة البشعة التي تقترف في حق أطفالنا الصغار. في هذا السياق يأتي جواب أحد رجال التعليم "يوسف نطاق" من مدينة صفرو، الذي خبر حقل التعليم كمفتش وموجه، ومؤطر حيث أوضح لجريدة "أنفاس بريس" أنه: "من بين أهداف النقل المدرسي، محاربة الهدر المدرسي، إلا أن طريقة استغلاله يشوبها بعض الاختلالات، من بينها على سبيل المثال لا الحصر، ركوب عدد كبير من التلميذات والتلاميذ يفوق العدد المسموح به ". موضحا أن هذا السلوك له تأثير على صحة الطفل بالقول: "مما يؤثر لا محالة على الحالة الصحية والنفسية للمستفيدات والمستفيدين من الأطفال، وخاصة مرضى الحساسية".

 

 أما على مستوى التأمين فأكد محاورنا بأنه "في حالة حوادث السير لا قدر الله فالنتيجة ستكون وخيمة". وفَصَّلَ في مشاكل النقل المدرسي من خلال ملاحظاته الميدانية بأن "وصول التلاميذ باكرا لتتمكن حافلة النقل المدرسي من الرجوع إلى الدوار أو الحي للإتيان بالمجموعة الأخرى. وفي هذه الحالة الخاسر الأكبر هو التلميذ الذي يستيقظ باكرا(عْلَى اَلنَّبُّورِي)".

 

وتساءل الأستاذ يوسف نطاق قائلا: "كيف يمكن للطفل متابعة دراسته عند المساء؟ سيما وأنه يقضي فترة الرّاحة بعيدا عن بيت الأسرة، في المقاهي أو الحدائق المجاورة؟". هذا بالنسبة للتعليم العمومي؛ أما التعليم الخصوصي "فحدث ولا حرج. في الصباح الباكر لا تسمع إلا كْلَاكْسُونْ حافلات النقل المدرسي في الأحياء والأزقة من أجل حشر فلذات الكبد والإسراع بنقلهم الى المدارس والرجوع فورا لحشر الباقي".

 

والغريب في الأمر -يشير ذات المتحدث- أن هذه المشاكل تقع "بمباركة الأسر والمسؤولين على التعليم والنقل المدرسي".

 

وختم تصريحه للجريدة: "إن المتتبع البسيط لهذه العملية لا يمكنه إلا أن يستنكر ويلتمس ممن عنده الحل التدخل العاجل لإرجاع القطار للسكة، وذلك بإضافة حافلات أخرى سيما أننا نتعامل مع الصغار والصغيرات الذين سيحملون المشعل.... فهل من منقد؟".

 

نقل التلاميذ أم نقل الدجاج !

بخصوص ما يقع من تسيب على مستوى النقل المدرسي بالمغرب تساءل الفاعل الإعلامي عمر أوشن، بالقول: "لماذا كلما شاهدت النقل المدرسي يحشر حشرا يشبه يوم القيامة الصبيان والأطفال، يحضر في خيالي وذهني الدجاج الرُّومِي المنهك المحطم الذي يوزع فجر كل يوم في بِّيكُوبْ وَطُويُوطَا وناقلات وسخة قذرة؟؟" مضيفا بمرارة: "ما الفارق بين النقل المدرسي الحقير القاتل لحياة الأجيال القادمة والدجاج الرُّومِي الذي نفخوه بتغذية سِّيكَالِيمْ و سجنوه في معتقلات ليباع لنا حاملا لكل الأمراض الجينية و النفسية واكتئاب الوجود؟".

 

وطرح أوشن سؤالا سرياليا للتعبير عن قلقه في هذا الشأن: "لماذا لا يملك الدجاج الرُّومي القدرة على الصياح؟ اَلنَّجْدَةْ اَلنَّجْدَةْ... أنْقِذُونِي... كما كان يصيح سندباد..؟ كُوكُوعُوووو... أطلقوا سراحي؟"

 

وخلص إلى تشبيه البشر بالدجاج الرُّومي المنهك بـ "اَلَّلـﯕْطْ" الذي لا يغني ولا يسمن قائلا: "ألا يا يشير هذا الوصف، حقيقة ما أنتجنا من بشر يشبه الدجاج الرُّومي في كل شيء. جيل خلقه الله بسيقان وأقدام، لكنه لم يمش عليها. يأكل كِيكَا معلبة في بلاستيك، وَرَايْبِي جميلة وَبَّانِينِي اَلْمُدَرَّحْ بِالسِّيكَالِيمْ ويتفرج على الألعاب الالكترونية"؟