" لو كنت قد اكتشفت الأمة الجزائرية، لكنت وطنيا، وما كنت لأخجل كما لو ارتكبت جريمة. الرجال الذين ماتوا من أجل المثل الأعلى الوطني يتم تكريمهم واحترامهم كل يوم . حياتي ليست أكثر قيمة من حياتهم. ومع ذلك لن أموت من أجل الوطن الجزائري لأن هذا الوطن غير موجود. لم أجده. سألت التاريخ ، واستجوبت الأحياء والأموات، وزرت المقابر ، ولم يخبرني أحد بذلك ... لا نقوم بالبناء على الريح..". (23 فبراير 1936 ، صحيفة L'Entente ).
إنه وطوال التاريخ لم يكن هناك بلد اسمه الجزائر يتوفر على هذه الخريطة المترامية الأطراف الموجودة حاليا، بل الثابث هو مرسوم22 يوليوز 1834، المعروف بمرسوم الضم (Ordonnance d'annexion ) المتعلق بالقيادة العامة والإدارة العليا للممتلكات الفرنسية في شمال إفريقيا.
وهناك وثيقة من الأرشيف الفرنسي،وهي عبارة عن مراسلة بين وزارة الحرب الفرنسية ومديرية الشؤون الإفريقية إبان الاستعمار الفرنسي للجزائر بتاريخ 14 أكتوبر 1839، تفيد أن الجنيرال شنايدر الذي أرسل الرسالة يقترح لأول مرة تسمية تلك المنطقة من شمال إفريقيا بالجزائر، وأن يجري هذا القرار على جميع الوثائق والمراسلات فيما بعد.
كما أن الخطاب التاريخي الذي ألقاه الرئيس الفرنسي"دوكول" حول تقرير مصير الجزائر،يؤكد هذا المعطى حين أكد على مايلي:" سأطرح السؤال على الجزائريين بصفتهم أفرادا،لأنه منذ أن وجد العالم، لم تكن وحدة أو سيادة جزائرية،لقد تناوب القرطاجيون والرومان والوندال والبيزنطيون وعرب الشام وعرب الأندلس والأتراك والفرنسيون على احتلال البلاد من دون أن يكون أبدا وبأي شكل من الأشكال وجود دولة جزائرية".
وهذا الطرح التاريخي،أكده مؤخرا الرئيس الفرنسي"ماكرون"،حينما شكك في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي،مشددا على ضرورة التطرق لهذه المسألة من أجل تحقيق المصالحة بين الشعوب،مبينا أن التاريخ الرسمي الجزائري أعيدت كتابته بالكامل،ولايقوم على الحقائق...ان ذاكرة الأشقاء تبدو متعبة،والحقائق التاريخية تزعجهم،لأننا ننتظر فتح الارشيف الفرنسي،حتى يطلع العالم على الخرائط ،وننتظر من فرنسا جرأة حقيقية إنصافا للتاريخ المفترى عليه،وعلى الذين يكرسون تاريخا مزورا في حفل تنكري،أن يعلموا جيدا أن الأمم التي تجهل تاريخها محكوم عليها بأن تعيده.