عبد الإله الجوهري: مدراء للمهرجانات بهويات تجارية

عبد الإله الجوهري: مدراء للمهرجانات بهويات تجارية عبد الإله الجوهري
ظاهرة جلب مدراء فنيين أجانب لمهرجانات مغربية اضحت تقلقني وتثير اعصابي، لأنني أعلم أن وراءها خططا واضحة للنصب والاحتيال على لجنة الدعم اولا، وعلى المتتبعين للشأن السينمائي والصحفيين والنقاد المغاربة ثانيا، وضمان عدم تسريب اخبار المطبخ الداخلي للمهرجان ثالثا، النصب يتمثل في محاولة ايهامنا بأن هذه المهرجانات، المعتمدة على مدراء اجانب في تسيير برامجها، جادة وواعية في عمليات اشتغالها، مادامت تلجأ لخدمات أناس اجانب "جد محترمين"، بسيفيهات طويلة عريضة مثقلة بالانجازات الوهمية، وبالتالي وضعهم للتصورات الفنية، ورسم خريطة التسيير والتدبير، واختيار أفلام "المسابقات"، والمرافعة بكل بلاغة، فرنسية أو عربية، أمام الصحفيين، ووسائل الإعلام، يكون ذا مصداقية تثقب عيون الحساد، وتزايد على المهرجانات الأخرى المنافسة الحقيقية.
الغريب أن المهرجانات التي تبنت هذه الظاهرة هي نفسها، في الغالب الأعم، المعروفة بفوضى التسيير، وتغيير المدراء من دورة لأخرى دون تبرير، كما أن اهتمامها، اولا وأخيرا، يكون منصبا على حفل افتتاح المهرجان، دون غيره من باقي أنشطة المهرجان وفعالياته، لأن هذا الحفل يحضره ممثل عن السلطة، ومراقب عن المركز السينمائي، مكلف برفع تقارير للجنة الدعم. بل منها من تتوقف أنشطته بشكل كلي، بعد اليوم الأول من المهرجان، حيث يتم العمل على تفريق الجموع من خلال طرق لئيمة، بمعاكسة ودفع بعض الضيوف الى الرحيل قبل الآوان، وخلق مشاكل وهمية، والتهرب من الاستجابة، والتظاهر بكثرة الأشغال. ليبدأ بعدها فعل "قضي باش ما كان"، لحد أن الأفلام لا تعرض، والنتائج تكون اعتباطية، والندوات لا تقام، وهلم جرا.
المهم، لقد دخل المغرب عصر العولمة المهرجاناتية، واصبحت بعض تظاهراته السوليمائية المنتصرة لفن الاستعراض، مناسبة لـ"تبيض" الأموال وتبرير الحصول عليها، إلى جانب الحصول على وضع اعتباري في الساحة الفنية السينمائية المهرجاناتية الوطنية.
"رول على الله، راه ما عندو بكاج..".
 
عبد الإله الجوهري، ناقد ومخرج سينمائي