مراد علمي: التلاميذ يحافظون على نظافة الساحل من السعيدية إلى لڭـويرة

مراد علمي: التلاميذ يحافظون على نظافة الساحل من السعيدية إلى لڭـويرة مراد علمي
لا يعقل أن الكثير من المواطنات والمواطنين لا يحترمون الحد الأدنى من أدبيات التحضر واحترام الآخر، لما يلقون بأكوام من النفايات من حولهم، والتي تردم في بعض الأحيان تحت الرمال، على سبيل المثال قشور البطيخ الأحمر أو الأصفر، غالبا ما نجد كل أنواع القمامة على طول الساحل في جميع ربوع المملكة، باستثناء بعض الشواطئ التي يسهر سكانها والمسؤولون المحليون على نظافتها ورونقها، فهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على غيرة، عزة وفخر ناسها للانتماء لهذه الجهة، القرية أو المدينة.
ليست مسألة مال، وقت أو مجهود جبار، ولكن الرغبة في العيش الكريم، بيئة نظيفة وترجمة للحس الوطني كدعامة للسلوك المدني الذي يستحق كل التنويه والتشجيع، لأن المملكة المغربية مُـلك لجميع المغاربة قاطبة، ولا محاصصة ولا مفاضلة في ما بيننا.
من بين النفايات التي سنجد: قنينات بلاستيكية تستعمل لمرة واحدة، أكياس بلاستيكية، أعقاب السجائر، أخشاب طافية، مخلفات شباك صيد الأسماك، ولاعات، أكواب بلاستيكية، علب سردين وتونة، مناديل ورقية، ومع الأسف حتى النفايات المنزلية التي يلقى بها من أعلى الهضاب، في حقيقة الأمر مطارح عشوائية غير مسؤولة، يجب معاقبة كل من لوث البيئة بهذه الطريقة الشنعاء، وتثبيت كاميرات المراقبة في هذه النقط السوداء لا مناص منها بغية تخليق الفضاء العام، فهو ليس لفئة معينة تصول وتجول كما يحلو لها.
حسب بعض الدراسات الميدانية توجد كل مئة متر على ساحل المحيط الأطلسي أكثر من 700 أجزاء من النفايات، وإذا لم نقم ببعض الإجراءات الازمة ستحتشد النفايات في الشاطئ وتفسد فرحة المصطافين والسياح، كانوا محليين أو أجانب، كل سنة أكثر من 10 ملايين طن من النفايات تغزوا البحار والمحيطات حتى فاقت مساحتها مرتين مساحة الولايات المتحدة، يعني أكثر من 18 مليون كيلومتر مربع، وما دام من المرجع أن تتسبب هذه النفايات في تهديد أسس الحياة ليس للثروة السمكية فقط ولكن حتى للإنسان الذي يجني لقمة العيش منها، من الضروري تعبئة الجميع من أجل ساحل نظيف وأنيق.
لا التلوث المائي أو الشاطئي مصدره الإنسان، جراء ارتباط حتى المناطق المعزولة بطريقة مباشرة بالبحار بحكم الأنهار التي تجري فيها، في اعتقادي يمكن للناشئة، للأجيال الصاعدة أن تلعب دورا حاسما في هذا المجال نظرا لحب الاستطلاع، المرونة في التفكير، قوة العزيمة وطاقة إيجابية فياضة.
بالطبع جميع البالغين مدعوون كذلك لتأتيت هذا الورش الوطني الكبير بغية الرقي، الازدهار الاقتصادي والمحافظة على رونق، جمالية ونظافة شواطئنا وبحورنا، الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، لما لا تجميع النفايات والمخلفات من السعيدية إلى لڭـويرة في 1 أكتوبر من كل سنة تحت شعار: "اليــدّ فى اليــدّ، فى صالح بلادي مستعـدّ"؟