جمال زروال: هوس السلطة

جمال زروال: هوس السلطة جمال زروال
"بعض" السياسين في بلادنا كحفاظات الأطفال وجب دائما تغييرهم، من حين إلى حين. وذلك راجع إلى السبب نفسه، يكونون بجانبك عزيزي المواطن وقت الذروة (الانتخابات) وما أن ينتهي مسلسل الانتخابات حتى ترى ربطات العنق تتدلى فوق بطونهم تحت قبة البرلمان. ولن تحظى برؤيتهم مجددا إلا في موعد انتخابي مقبل.
آنئذ سيتوسلون من جديد أصوت العباد وينزلون من قلاعهم ليقطعوا وعودا زائفة ويخطبوا خطبا رنّانة بلغة عربية ركيكة تملأها أخطاء، تعبيرية ونحوية، لو سمعها سيبويه لفضّل الانتحار ألف مرة على الاستماع إليها.. هذا حال الانتخابات في بلادنا.
فالسياسي الفاسد قد يفعل أي شئ من أجل الحصول على الامتيازات، المال، سيارات الخدمة.. هؤلاء الفاسدون يغيرون كل شيء. يركنون سياراتهم المهترئة في المرأب ويشترون أخرى. ويغيرون مكان إقامتهم أيضا. أما أرقام هواتفهم ففي تغير مستمر، يغيرونها أكتر مما تغير فتاة الهوى الرجال في الليلة الواحدة.. وبعضهم يدأبون على استعمال سيارات الإسعاف لنقل تجهيزات الأعراس الخاصة برؤساء "الجماعات المحلية".
وطبعا، هذا يدخل ضمن ما يسمى "ترشيد" النفقات العمومية وحماية المال العامّ. لهذا ليس غريبا أن نرى السيارات الحكومية الحمراء تجوب الشوارع ما بعد السادسة مساء بدون حسيب أو رقيب، وعند "الكوافور" أيضا. أما أيام نهاية الأسبوع فحدّث ولا حرج..
الأكيد أن مالية الجماعات المحلية بقرة حلوب، يحلبها كل من هب ودبّ، ووجبة دسمة، يشتهيها العادي والبادي.. فأين نحن من مسألة ربط المسؤولية بالمحاسبة والمتابعة القانونية؟!...