لا يمكن أن تمر رعونة وزلة هذا "الأمين العام" مرور رياح الخريف، فلو قالها غيره لهتف الهاتفون ولانتفض حتى من لا يعرف أركان الإسلام، ولاتهموه بتكفير المجتمع والأمة، ولصاغوا البلاغات والبيانات، من شجب واستنكار وتنديد، لكن للشعوب لعنة تحل بمن أساء إليها، وطغى عليها وأهانها في عقيدتها، فلابد وأن يعلم هذا "الأمين العام" أن دين المغاربة لن يكون الجسر الذي يصافح به كبار القوم، وإن حديثه بشناعة وقبح عن دين المغاربة لن يقربه إلا من الشيطان، وإن مقاعد "جبهته" الثلاثة لا تسمن ولا تغني لا في إنشاء حكومة ولا في إحداث معارضة.
وهمت أبحث لهذا الكائن السياسي عن نبذة، فأطلع له على مواقف وعلى فكر ومعارف، فوجدته مجهولا لا يعرفه حتى غوغل، وكل ما يعرفه المغاربة عنه هو أنه حصل بإسم "جبهته" على الملايين من الدراهم من جيوبهم وعرقهم، لينير له طريقا حتى إذا اشتعلت الأضواء من فوقه أخرجهم من دينهم بضربة لسان...
إن ما قاله هذا السياسي هو تكفير لأمة وتكفير لشعب، وهو صورة من صور الميز العنصري بسبب العقيدة، هو عنف سياسي، وردة سياسية توضح أزمة النخب السياسية التي نرهن الوطن بين يديها، نخبة لا تملك حتى القدرة على مراقبة فرامل ألسنتها، وإن تصريحات هذا الكائن السياسي تعتبر تمردا على الدستور في فصليه الأول والثالث حيث جاء النص صريحا مباشرا جليا يقول "الإسلام دين الدولة"، بل هو تمرد على"إمارة المؤمنين"، ترى ما قول المجلس العلمي في فتوى "بوجبهة"؟...