محمد عبد الله الكوا: شناقة الفساد.. في سوق الانتخابات

محمد عبد الله الكوا: شناقة الفساد.. في سوق الانتخابات محمد عبد الله الكو

في السياسة وبكل كياسة ومن تجارب اليوم يا سادة، سأروي لكم قصة واقعية، أن لعن الله الذل والمذلين، الفساد لم يعد ولم يكن في بعض المترشحين الضاربين فيه منذ القدم، بل في سوق الانتخابات شناقة متمرسين، ومن ضعفاء القوم والواقعة اسردها كالتالي:

 

بعد الجرعة الثانية للوالدة أطال الله عمرها، قررت الجلوس إليها وشرب كأس شاي للاطمئنان عليها، في الكأس الثانية وأنا الساقي، نتجاذب أطراف الحديث، يرن الهاتف فأجيب، يعاتبني صاحبي:

- كيف تترشح وأكون آخر من يعلم؟ إنك تخطئ دائما، عليك أن تعترف، فهذه ثاني مرة يا أخي! وأنا أحبك في الله...

اعتذرت منه، وقلت، وأنا أحاول أن أتفادى معاندته في أن الحملة الانتخابية لم يمر عليها حتى يوم واحد: يا أخي انشغلنا فعلا كثيرا بالملفات والتوقيعات وتنظيم الأمور فهي معقدة وكثيرة ومشتتة على المصالح فاعذرني على مايقع!!

حسم الأمر بقوله: على كل حال أريد أن أراك، فتعال إني بالشارع الجديد أنتظرك، الهاتف لا يصلح للنقاش...

 

بطمع المترشحين، وفرحة أن هناك من يحركه حماس التغيير، وفهم المقاصد وإعلاء كلمة سواء... ودعت الوالدة عاجلا، وقد سمعت هي الحوار وتحمست بذاتها؛ تركت الكأس الثالثة على الجمر وهرعت إلى سيارتي، والتقيت بصاحبي ينتظر كإبريق على النار؛ مر السلام والتحية بالعناق في زمن التباعد، ولحسن الاحتياط كنت مكمم الوجه، تحدث الرجل وأقسم بأنه فرح لترشحي، وبين الاستعداد التام لمساعدتي، أحسست وأقسمت بنفسي أني لا أشك في حبه الصادق لي... وحلل الرجل الساحة والانتخابات والميل هناك وكيف ساعد أحد البرلمانيين منتقدا نتائج فعله بعد نجاحه؛ وأنهى القول بالقسم:

"إني أتحدث عن نفسي، ورقتك سأرميها في الصندوق يابن عمي، و"لكن الذين أعرف وهم كثر، يحتاجون إلى شيء من المساعدة الله يحسن الأعوان"...

 

أحسست بالدوران، وطنينا في الأذنين، ونظرت إلى الرجل كما لو أني أنا الذي اقترف ذنبا، ليس لأن الرجل من سماسرة الانتخابات، بل لأن الجرأة التي بين لي فيها عن مشاعره تجاه شخصي كانت من العمق الكلامي ما جعلني أختل عندما أنهى بطلب ما يمده للمصوتين المفترضين، وهو يقول لدى الكثيرين...

 

خفت صوتي، وعلاني قلق شديد لا أتملك معه انبساط الأسارير، تصير تجاعيد جبهتي واضحة معقودة بين العينين، علامة الشر وإن بشكل متحكم فيه...

 

وما أثار حفيظتي أكثر؛ أنه بعد تسللي من هذا المشهد المذل، قلت للرجل: سيكون لنا لقاء، ما زال التحرك مبكرا، فأجابني:

- أنزلني هنا فصلاة الجمعة قربت..

أهلي ياهلي الحال إمتي يصفى الحال؟؟

 

- محمد عبد الله الكوا: وكيل لائحة الحزب الاشتراكي الموحد في الانتخابات التشريعية بإقليم كلميم