سمية العمراني.. وترجلت فارسة حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة 

سمية العمراني.. وترجلت فارسة حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة  الراحلة سمية العمراني
منذ أقل من شهر انتقل محمد الخاديري الذي ترأس قيد حياته التحالف من أجل النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة بالمغرب، إلى عفو الله ورحمته.
كانت رفيقته في الأسرة الحقوقية، سمية العمراني، من بين الذين تأثروا لرحيله، فهما معا من أعمدة مناصرة حقوق ذوي الإعاقة بالمغرب.
لم تكن تعلم سمية العمراني أن دعاءها بالرحمة والغفران لرفيقها سيكون هو نفس الدعاء لها من رفاقها ورفيقاتها الحقوقيين والحقوقيات، حيث انتقلت إلى عفو الله ورحمته، يوم الأربعاء 18 غشت 2021، متأثرة بإصابتها بفيروس كورونا، ليسجل اسمها بكل فخر في سجل نساء هذا الوطن المشهود لهن بالكفاءة والاستماتة في النضال والترافع للنهوض بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وطنيا، إقليميا ودوليا وساهمت إلى جانب جيل من المناضلات و المناضلين في تحسين أوضاع الأشخاص ذوي الإعاقة وجعل قضاياهم قضايا مجتمعية. 
فمن تكون الراحل سمية العمراني؟
في نونبر 2020، تم انتخاب المغرب، في شخص سمية العمراني، عضوا باللجنة الأممية المعنية بالأشخاص في وضعية إعاقة؛ والتي جرت انتخاباتها في نيويورك بمناسبة الاجتماع 13 للدول الأطراف في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة..
وقد نالت هذا المنصب عن جدارة واستحقاق، وهو ما خلف موجة من الإشادة والتنويه بانتخابها.
الراحلة سمية العمراني من مواليد فبراير 1966 بمدينة فاس، متزوجة وأم لثلاث بنات أوسطهن تبلغ من العمر 25 سنة ولديها إعاقة التوحد. وهي خريجة كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية سيدي محمد بنعبد الله بفاس، حيث حصلت على إجازة في العلاقات الدولية سنة 1988، لتحصل فيما بعد على شهادة الدراسات العليا في العلاقات الدولية والعلوم السياسية بجامعة محمد الخامس سنة 1991.
من واقعها المعيش مع ابنتها ذات التوحد ومعاينتها للنقص الحاد في الولوج إلى الخدمات الأساسية، آمنت الراحلة سمية العمراني منذ البداية أن أنجع السبل لممارسة ذوي التوحد حقوقهم تتلخص في تعزيز قدرات الأفراد والأسر من خلال التكوين وإذكاء الوعي وتعبئة الدعم المجتمعي.
من هذا المنطلق، انخرطت الراحلة في العمل المدني كأم مسلحة بخلفيتها الدراسية المؤسسة على اعتبار القانون والمؤسسات آلية أساسية لضمان تمتع كافة المعنيين بالتوحد بحقوقهم.
وعليه، شاركت إلى جانب مجموعة من الأسر والجمعيات في تأسيس تحالف الجمعيات العاملة في مجال التوحد بالمغرب مابين سنتي 2005 و2006 حيث شغلت منصب أمينة المال ثم رئيسة حاليا.
ومن موقعها في هياكل تحالف التوحد انخرطت الراحلة بقوة في حملات إذكاء الوعي والترافع من أجل حقوق الأشخاص ذوي التوحد حيث جابت كافة مناطق المملكة في عدة محطات أهمها النوادي الأسرية الجهوية والقوافل الجهوية للتوحد واللقاءات الجهوية للتوحد.
وساهمت العمراني في إعداد وتنظيم المؤتمر الدولي الأول للتوحد لسنة 2014. 
كانت الراحلة سمية العمراني مدافعة شرسة عن الحق في التربية والتعليم الدامجين، تؤمن أن التعليم حق تمكيني وبوابة للتأهيل ولتمكين الأشخاص ذوي التوحد من ممارسة كافة حقوقهم بما فيها الحق في الأهلية القانونية.  
كانت سمية العمراني تؤمن أن قضية التوحد تندرج ضمن قضايا الإعاقة والدفاع عن حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة بشكل عام.
ومن أجل ذلك، انخرطت منذ سنة 2006 في الحركة الحقوقية الوطنية من خلال التحالف من أجل النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة بالمغرب حيث شغلت منصب نائبة الرئيس.
أيضا، شغلت الراحلة عدة مهام حقوقية منها عضوية المجلس الوطني لحقوق الإنسان من 2011 إلى 2018 وعضوية اللجنة العلمية –الأخلاقية للمؤسسة الدولية للبحث التطبيقي حول الإعاقة. كما ساهمت في إعداد تقرير الظل بخصوص اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة المقدم للجنة الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة سنة 2017. 
خلفت الراحلة عدة مساهمات في العمل المدني بخصوص القضايا المتعلقة بالإعاقة بشكل عام وبالتوحد بشكل خاص وفي عدة مؤتمرات وطنيا، إقليميا ودوليا، حيث اشتغلت أيضا على إعداد وتنفيذ عدة برامج في مجال النهوض بأوضاع ذوي التوحد خاصة الشباب والأفراد في وضعية هشاشة، منها:
- الترافع من أجل الاعتراف بالأهلية القانونية لذوي الإعاقة الفكرية؛
- الترافع من أجل حقوق الأشخاص ذوي التوحد خاصة في أوقات الأزمات " جائحة كوفيد"؛
- الترافع من أجل النهوض بالتمثيلية الذاتية لذوي الإعاقة الفكرية والتوحد؛
- الترافع من أجل إدراج بعد النوع في التعاطي مع قضايا التوحد؛
- الترافع من أجل حماية اجتماعية تضمن الكرامة والاستقلالية للأشخاص ذوي التوحد وأسرهم.