النساء هن الأكثر تأثرا.. أحلام الأفغانيات تتبخر مع انتصارات "البرقع"

النساء هن الأكثر تأثرا.. أحلام الأفغانيات تتبخر مع انتصارات "البرقع" أحلام النساء الأفغتنيات تبخرت مع عودة طالبان (الصورة أرشيفية)

تبخرت سريعا ملامح الحياة التي اعتادت عليها أفغانستان طوال عقدين، لكن النساء ربما الأكثر تأثرا بعودة طالبان إلى الحكم.

 

انعكاس سريع وجد آثاره المباشرة في ازدهار تجارة البرقع وإغلاق مؤسسات تعليم الفتيات، وتقول الصحفية روث بولارد، المتخصصة في تغطية الصراعات بالشرق الأوسط، في تقرير نشرته وكالة بلومبرج للأنباء، إنه مع دخول طالبان العاصمة الأفغانية كابول يوم الأحد 15 غشت 2021، جمع المحاضرون في الجامعات طالباتهم في طقوس أشبه بالوداع النهائي.

 

وقال المحاضرون للشابات المصدومات "قد لا نلتقي مرة أخرى". وقد تم إجلاء جميع المحاضرين، كما أُغلقت الجامعات إلى جانب المدارس والمكاتب والمحلات التجارية.

 

وتضيف بولارد إنها تحدثت عبر الهاتف مع عائشة خورام، إحدى الطالبات اللواتي تبددت أحلامهن في الدراسة الأكاديمية، ومثلها الآلاف. وكانت عائشة الطالبة البالغة من العمر 22 عاما تدرس في الفصل الدراسي الأخير من دراستها في العلاقات الدولية في جامعة كابول. ومع بقاء شهرين فقط على تخرجها المفترض، تقول: "الآن يبدو أنني لن أتخرج أبدا".

 

وكان موضوع البحث الذي تعكف عليه عائشة خورام عن إصلاحات مجلس الأمن الدولي وكيف ستؤثر تلك الإصلاحات على المهام الخاصة في بلدان مثل أفغانستان.

 

وفي هيرات، ثالث أكبر مدن البلاد، والتي سقطت في أيدي طالبان يوم الخميس الماضي، طُلب من الفتيات اللواتي كن في جامعاتهن العودة إلى منازلهن، بحسب خورام التي علقت بالقول "نظام التعليم ينهار".

 

وتقول بولارد إنه مع ذلك، هناك عمل واحد يزدهر. ففي الولايات، يُعاد فتح محلات بيع البرقع، وأصبحت الملابس الزرقاء السميكة التي تغطي جسد المرأة من الرأس إلى أخمص القدمين (الرمز القمعي لحكم طالبان السابق)، هي الملبس الحتمي الغالي الثمن. ولكن ليس للجميع.

 

وتقول خورام، التي كانت ممثلة للشباب الأفغاني لدى الأمم المتحدة في عام 2019: "أرى الكثير من النساء اللواتي لم تعاصرن فترة طالبان السابقة تقلن لن نلتزم بهذا اللباس القمعي".

 

وتضيف: "لا أعرف ماذا سيحدث للجيل الشاب من النساء الأفغانيات. لقد كنّ رائعات جدا، والآن تجلسن جميعا في المنازل يتساءلن عما سيحدث. لقد شكل هذا الجيل أفغانستان الحديثة".

 

وتسيطر طالبان الآن على كل أفغانستان تقريبا، من الولايات إلى عواصمها والمعابر الحدودية مع معظم الدول الست المجاورة والآن، العاصمة، قبل الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية في 31 غشت. وقد طلبت من مقاتليها بالبقاء على أبواب كابول حتى إشعار آخر .

 

لكن هذا أمر عديم الجدوى للأفغان، بما في ذلك آلاف النازحين الذين تدفقوا إلى العاصمة هربا من حكم طالبان شديد القسوة، حيث تتسرب التقارير من عمليات القتل الانتقامية القبيحة، والنساء اللواتي يطلب منهن مغادرة أماكن عملهن و العودة إلى منازلهن، والرجال الذين يطلب منهم إطلاق اللحى والفتيات الممنوعات من الذهاب إلى المدارس. وباتت أحلام الأفغان بمستقبل أفضل تتبخر الآن ليعودوا مباشرة إلى عهد التسعينيات.

 

وعلى الرغم من المخاطر الحقيقية، لا يزال العديد من الأفغان يتحدثون بصراحة، حيث يتعامل بعضهم مباشرة مع المتحدثين باسم طالبان على تويتر، مثل موسكا داستاجير، المحاضر في الجامعة الأمريكية في أفغانستان ومقرها كابول. وغرد داستاجير لسهيل شاهين عضو لجنة التفاوض في الحركة: "لقد سئم الأفغان من كونهم ضحايا. لن تختبئ النساء الأفغانيات. ولن نخاف". مضيفا أن "تركيز العالم بأسره ينصب على أفغانستان وكابول وطالبان وما يفعلونه".

 

ومنذ اللحظة التي وافق فيها الرئيس السابق دونالد ترامب على الاتفاق بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، الذي تم توقيعه في 29 فبراير من العام الماضي، والذي استبعد الحكومة الأفغانية المنتخبة، كانت المشكلات قد بدأت تظهر.

 

لكن هواجس الشهور الماضية باتت حقائق على الأرض بعد أن فرضت طالبان سيطرتها على البلاد ودخل مسلحوها العاصمة دون قتال في أعقاب فرار الرئيس أشرف غني...