مجلة " مغرب 1 " جديد لاماب ورهان على الثقافة لتجسير العلاقات المغاربية

مجلة " مغرب 1 " جديد لاماب ورهان على الثقافة لتجسير العلاقات المغاربية غلاف مجلة " مغرب 1 "
بإصدار وكالة المغرب العربي للأنباء مجلة " مغرب 1 " MAGHARIB 1 الفصلية التي تعنى بمجمل الثقافات التي تزخر بها البلدان المغاربية الخمس، تكون هذه المؤسسة الإعلامية، قد ساهمت في تكريس توجهها المغاربي الذي اختارته منذ تأسيسها سنة 1959، وذلك بالرهان على الفعل الثقافي، كعامل لتجسير العلاقات بين البلدان المغاربية في الوقت عجزت السياسة لحد الآن في تحقيق طموحات وتطلعات الشعوب المغاربية في الوحدة .
وتتوزع مواد العدد الذي زين غلافه بصورة لإحدى أبنية مدينة " سيدي بوسعيد.. عروس تونس " والواقع في أزيد من 200 صفحة من الحجم الصغير، على أبواب تحمل عدة عناوين منها " مدن مغاربية" و" نساء مغاربيات" و" وجها لوجه" و"عادات وتقاليد" وأدب وفنون وموسيقى" و" التاريخ ومعالم" و" مجتمع" فضلا عن أبواب قضايا المجتمع والاقتصاد والمنشورات وبورتريه ومواعيد ثقافية.
ويكمن الهدف من وراء اصدار مجلة بهذا التوجه المغاربي في " الرغبة في خلق فضاء ثقافي يقدم، بأقصى قدر ممكن من الأمانة، غنى المنطقة وتراكماتها الثقافية المتعددة عبر العصور، والمجالات الجغرافية والأزمنة، وهي قناعة تستند على حقيقة ثابتة تؤكد أن الثقافة، أداة تقرب بين البشر، كما كتب خليل الهاشمي المدير العام لوكالة المغرب العربي للأنباء في تقديم العدد الأول للمجلة بعنوان " نموذج ملهم".
تقديم وإبراز المبدعين من المنطقة المغاربية وخارجها، بكل تمايزهم الجوهري وبكل تقاطعاتهم، وكذلك حتى المواضيع التي قد تصدم أو تدهش، الخط التحريري للمجلة، التي تراهن على البعد الثقافي، الذي ترجم بتنوع المواضيع والقضايا التي تناولتها المجلة، وهو ما يؤكده مدير عام الوكالة - في ذات التقديم- حينما أكد على أنه عندما تقسم السياسية وتقطع الأوصال وتفرق، فإن الثقافة ترأب الصدع وتبنى وتقوى، وهي حقيقة تجسدت في كل التجارب العالمية لكن على أساس البقاء أوفياء للقيم المؤسسة التي أنشأت حضارات وحواضر عظيمة. وجعا الي تفادي الوقوع في فخ الأصوليات ورفض الانغماس في الكراهيات المتجددة وتجنب الانقسامات العقيمة.
وإذا كان صحيحا أن المنطقة المغاربية قد تكون أخلفت الموعد مع البناء السياسي منذ فترة طويلة ، لكن المدير العام للوكالة يعتبر لم تتنكر (المنطقة ) قط لوحدتها الثقافية ولهويتها الجامعة ولتكامل وتداخل شعوبها. إذن إن الامر يتعلق بجهد كبير حتى تكون هذه المجلة الثقافية، حلقة وصل بين المبدعين المغاربيين، وملاذ سلام للقراء، ولماذا لا، نموذجًا ملهما للمسؤولين عن مصيرنا المشترك، كما جاء في ذات تقديم المجلة التي تساءل الصحفي سمير بنحطة في مقال افتتاحي، عن كيف السبيل الى وحدة مغاربية منشودة تستثمر المخزون الثقافي لشعوب تمتح من رصيد تاريخي وموروث ثقافي جامع ؟ وهو ما يتطلب - في نظره- " التخلص من نزاعات الزعامة ونزاعات السيطرة" .
ومن بين المقالات التي تحفل بها مجلة "مغرب1 " ، في زاوية مدن مغاربية، " فاس العتيقة.. تحفظ المتاهات سرها" بقلم الصحافي نزار لفراوي، و" سيدى بوسعيد .. عروس تونس " " تلمسان .. لؤلؤة المغرب الكبير" لشرف نور . وفي زاوية نساء مغاربيات، وقفة مع كل الكاتبة الفرنسية من أصل مغربي ليلى سليماني التي تقول " أكتب لأزعج القارئ" من توقيع الصحفية لمياء ضاكة مراسلة الوكالة باسطنبول، وناجية عياد العطراق رئيسة اللجنة التأسيسية لأول مجلس لسيدات الأعمال بليبيا التي طالبت في حوارها مع الصحفية نرجس ناجي " أن تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص مع الرجل بعيدا عن كل أنواع التهميش والإقصاء "، في حين تعتبر زهرة عز القاصة والفاعلة والجمعوية في حوار مع الصحفية زهور السايح أن " لا مستقبل لنا بدون إعادة ترتيب الأولويات ومنح التعليم والصحة الأولوية في النموذج التنموي الجديد" .
وفي زاوية وجها لوجه أجرت المجلة حوارا مع الأديب التونسي جلول عزونة الذى اعتبر في لقاء مع الصحفيتين نرجس ناجي وزهور السايح وأن " ثورة الياسمين كانت انطلاقة حقيقية نحو حرية الكتابة بنفس جديد". وفي مجال المنشورات نجد قراءة متأنية في كتابي " رسائل من الحجر الصحي" وقعها الصحفي حسن هرماس بعنوان " انتصار مثقفين للأمل في زمن كورونا" والى جانبه زميله محمود القلعي من تونس الذي اختار تناول " دراسة جيو سياسية لإرهاب داعش" المؤلف الجديد الذى أصدره حديثا التونسي محمد النفطي اللواء المتقاعد المختص في الشأن العسكري الأمني.
ولم يخل الإصدار الجديد للاماب، من لحظة اعتراف بالرموز الفكرية والثقافية المغاربية، حيث خصصت المجلة في هذا الصدد بروتريه للراحل التونسي هشام جعيط بعنوان دال هو " آخر فارس من فرسان الفكر العربي الاسلامي"، تتبعت فيه الصحفية نرجس ناجي مساره الفكري والأدبي ومنجزه باللغتين العربية والفرنسية.
واهتماما بالفن التشكيلي كتبت الصحفية مريم الرقيوق عن " المغرب بعيون دولاكروا "، وفي زاوية أخرى حوارا مع كل من أحمد بيرو أيقونة الطرب الغرناطي أجراه الصحفي محمد أصواب، والأديب التونسي جلول عزونة الذى يرى في لقاء خاص مع زهور السايح ونرجس ناجي أن " ثورة الياسمين كانت انطلاقة حقيقية نحو حرية الكتابة بنفس جديد ". وتحت عنوان " موريتانيا ..التنقيب عن الذهب، نعمة أم نقمة" مقال دبجه الصحفي العربي العثماني، في الوقت الذي اختار في زاوية "عادات وتقاليد" الصحفي المصطفى عياش " موضوع " الحلي الأمازيغية.. هوية عريقة"، ذهبت زميلته زهور السايح الى تناول موضوع " التبراع" .. بوحا من الموروث الحساني.