أعمار: الجزائر ورقصة الديك المذبوح

أعمار: الجزائر ورقصة الديك المذبوح ابراهيم اعمار
إن انقلاب بماكو الأخير في مالي، ورفض حفتر لأية سلطة مدنية ليبية، وتعامل النظام التونسي بأذن صماء وأخرى سماعة ،وفوضى إقليم تيغاري بإثيوبيا، ونهج مصر لأسلوب الأبعاد المتعددة في السياسة الخارجية، وتزوير جواز سفر ابراهيم غالي، كلها وقائع تعكس ان المجال الجيو استراتيجي الذي يحذو للرئاسة الجزائرية التغني بإنجازات دبلوماسية داخله مجال غامض وملغوم لا يمكن لأي عاقل ان يدعي الإلمام بأوضاعه وفك تعقيداته، والمتتبع لتصريحات لعمامرة يستغرب كيف انها مليئة بنفخات مزعومة في امتلاك الدبلوماسية الجزائرية لقوة حل إشكالات المجال الجيو استراتيجي الإفريقي العربي الذي يشهد غليانا واسعا تطفو على سطحه موجات تربك كل الحسابات داخليا وخارجيا، والأغرب في الأمر والذي لا يمت للدبلوماسية في شيء هو تناوب التصريحات الخارجية بين الرئاسة في شخص تبون والخارجية في شخص لعمامرة، يجعل المتتبع الخطوات الدبلوماسية الجزائرية، يكتشف أن الأمر لا يغدو أن يكون سوى سعي النظام الجزائري إلى انتزاع الثقة المفقودة داخليا وتلميع الصورة أمام المنتظم الدولي، هذا الادعاء المزعوم وصل بالنظام الجزائري حد ادعاء تمثيله للنظام الدولي.
في وقت ما فتئت تبوء مجهوداته في ليبيا ومالي وتونس وإثيوبيا بتأثيرات صعبة، فكيف لنظام بحجم النظام الجزائري أن يكون بديلا للآليات الدولية التي تشهد عصيانا من طرف قوى فاعلة في ملفات الوضع الإفريقي والعربي!!؟، إن التنمر الجزائري وادعائه قيادة السلام والتسوية مقارعة لا يمكن لأي لبيب تجاهلها ، والحجج كثيرة في رصد مدى هشاشة النظام الجزائري داخليا ودعمه للقوى المناوئة للنظام الدولي خارجيا، فالوضع الاجتماعي المرير للجزائريين والمتوقع في ليبيا ومالي دعما لهذا الطرف ضد الآخر حقائق تجعل من النظام الجزائري مجرد أداة مأمورة تأتمر بأوامر لا قبل للجزائريين بها، فما اطول حبل الكذب يا جنرالات الجزائر، وإن لغد الحقيقة لناظره قريب.
 
ابراهيم اعمار، إعلامي